أتأسف كثيرا لعدم حضوري في حفل تكريم الاخ العزيز والصديق الوقور والجار الطيب عبد المالك لهباس ولكن كما قال المتنبي " تجري الرياح بما لاتشتهي السفن" ، ولكنني مع ذلك تتبعت عن كثب و عبر مواقع التواصل الاجتماعي أصداء وشهادات الحاضرين تلاميذ واباء وزملاء- مشفوعة بالصور – كلها ثناء على تضحيات الرجل ونكرانه لذاته وثباته على المبدأ الذي نشأ وتربى عليه ، لقد توقف مسار عبد المالك لهباس كموظف عمومي ولكن انا على يقين أن مشواره كمناضل يحمل هموم بلدته وبني جلدته سيستمر وسيبقى كما عهدناه نابضا بالحيوية وإلى آخر نفس من حياته شعلة متقدة الى جوار زمرة من المناضلين الذين وهبوا أنفسهم للدفاع عن الحق في زمن يعز فيه الحق و يعز فيه المناضلون أمثاله، لقد أجبرتني مناسبة تكريم الأخ عبد الملك لهباس إلى النبش في قاع الذاكرة والى صقلها من جديد وإعادة إشعال الوميض القابع في غياهب زمن الطفولة زمن الجيرة الطيبة . و رجعت بي مناسبة تكريمه الى عذوبة الماضي الجميل بكل ما فيه من صور الحب والإخاء والصدق والوفاء . لقد بدا لي وأنا أخط هذه الكلمات كما لو أن الزمن انبعث من جديد .. وكأن أريج وعبق تلك الأيام الخوالي تداعب الاحاسيس أكاد أشمها وألمسها . هذا الفرع من تلك الشجرة الحقيقة أن لا شيء تغير في طباع وفي علاقات وفي ابتسامة الأخ عبد المالك لهباس ، فهو هو كما عهدناه مبتسم دائما ، فرع طبق الأصل لما عهدناه في شجرة تلك العائلة سواء بدمنات او بدوار الصور بتودانوست فهم " ماركة مسجلة " سيمتها وميزتها الاساسة " الابتسامة المطبوعة على ثغورهم على الدوام ،" قلة هم من يتسمون بقلوب تحب الوفاء ، وفاء في العمل، وفاء في النضال، وفاء في الصحبة ، فأنت أيها الأخ العزيز جدير بالحب بالاحترام ، و كل كلمات الشكر والعرفان التي قيلت او كتبت أو أنشدت لن تفيك حقك لم تسعف العبارات أصحابها في عجالة تلك فسحة الاحتفالية ، للوقوف عند تعداد خصال الاطار المحتفى بها عبد المالك لهباس خلال رحلة من عمله المهني، وسفره في مسيرة من العطاء التربوي والتعليمي، رحلة زادها الصدق، ومسيرة خطاها الجهد النقي إن الاحتفاء بك اليوم احتفاء بكل نساء ورجال التعليم أمثالك الحريصين دائما على هويتهم، المنفتحين على كل ما يفيد منظومتنا القيمية والتربوية. وهذا ما عايشته ولمسته من المحتفى به ابان اشتغالي معه في بداية مشوارنا المهني بالثانوية الإعدادية حمان الفطواكي ( أرجو ألا ينسى أنني كنا ضمن مجلس قسم واحد ) ، كانت بالنسبة لي مناسبة للوقوف على خصال وأخلاق وجدية ولباقة الأستاذ عبد المالك لهباس و حسن تواصله وضبطه والتزامه بالزمن المدرسي وقدرته على حل المشاكل مع الزملاء ومع الإدارة و مع التلاميذ ومع ذويهم ، وكان مهاب الجانب من طرف الجميع بسبب ما تنطوي عليه شخصيته من جدية وحزم وصبر وسعي إلى العطاء ... سيغادر السي عبد المالك القطاع بجسمه ولكنه سيستمر في حمل همومه وسيعيش معه بقلبه ووجدانه :لانه من اولائك الذين جبلوا على العطاء من المحبرة إلى المقبرة . فليسمح لي أن أهنئه على ما أسداه من خدمات جليلة لفائدة مادة الرياضيات وإلى الإدارة التربوية حارسا عاما ثم مديرا ، والى العمل السياسي والنقابي كمناضل نظيف وهي عملة نادرة في أيامنا هذه . أصدق التهاني والتمنيات للاخ عبد المالك وارجو أن يعذر عدم حضوري حفل تكريمه وأن يكون عزائي فس ذلك هذه الكلمات القلبية ، وأسأل الله العلي القدير أن يحفظه لأسرته ولأصدقائه ولرفاق دربه ، وأن يمن عليه بالصحة وطول العمر ورغد العيش، إنه من وراء القصد، وبالإجابة جدير . والسلام مع الجيل الأول من الرواد سي بنتواحيت سي السليماني عناق محبة وعرفان بالجميل جيل المستقبل شهود ، وأمل في المستقبل