من المؤكد أن هناك استعدادات لتنظيم "مهرجان" بتيلوكيت ابتداء من الاسبوع المقبل على أبعد تقدير وحسب تقرير الاجتماع، الذي نشر مضمونه مدير هذه المجموعة مشكورا، فإن هذا المهرجان يهم جماعات تيلوكيت وأيت مازيغ وتبروشت. وإذ أشكر من يتحركون بنية حسنة وبغيرة على المنطقة وعلى ربط أحد الإخوة مشكورا الاتصال بالجمعية التي تشرفت بالمساهمة في تأسيسها منذ حوالي 8 سنوات، فان لي ثلاث تساؤلات وثلاث ملاحظات. 1. من هي الجهة الممولة لهذا المهرجان؟ طالما أن التمويل لم يحصل بعد فعليا، ورئيس جماعة تبروشت يقدره بين 40 و50 مليون (وشتان بين هذا الرقمين)؟ ولم يسبق أن رأيت جمعية تغامر بإنجاز مشروع (بحجم المهرجان) قبل أن تتوصل بالدعم في حسابها البنكي، أم أن رئيس الجمعية تلقى الضوء الأخضر وتوصل بالضمانة الكافية لركوب هذه المغامرة؟ لست ادري مجرد سؤال 2. ما هي الصفة التي ترأس بها مسير الاجتماع التنسيقي لتنظيم المهرجان، والذي قدم الخطوط العريضة للمهرجان وبشر بمشاريع جديدة بتيلوكيت، هل كرئيس جماعة تبروشت (علما أن تيلوكيت لا تدخل ضمن نفوذه الترابي وفق ما ينص عليه القانون)، أم كممثل المجلس الإقليمي (فلا علاقة له بالموضوع)، أم كممثل الجهة (وهنا لا يحق للممول أن يحل محل صاحب المشروع أي الجمعية وإلا فهذا احتقار للعمل الجمعوي في حد ذاته، كما أن الجهة الممولة لا يجب أن تدخل في تدبير المشروع أي جهة تمول وتراقب وفي نفس الوقت تدبر لما فيه من تنافي) أم كفاعل مدني (ولا أظنه عضوا في أي جمعية لها علاقة بالموضوع) أم ككاتب إقليمي لحزب الاصالة والمعاصرة أو مستشار برلماني بنفس الحزب (وهذه قصة أخرى)! 3. لماذا اختيار هذا التوقيت بالضبط؟ علما أن أغلب المهرجانات الدولية والوطنية والمحلية وحتى التي تنظمها جمعيات مستقلة ولا علاقة لها بالمنتخبين سارعت إلى تنظيم هذه المهرجانات قبل بداية شهر غشت او أجلته إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية تفاديا لاستغلالها انتخابيا. ولا افهم كيف سمحت او ستسمح السلطات المحلية بتيلوكيت بتنظيم هذا المهرجان قبل أيام من وضع الترشيحات وانطلاق الحملة الانتخابية. أما الملاحظات الثلاث فكالتالي: الأولى: يجب أن تكون هناك حدود فاصلة وواضحة بين القبعة الجمعوية التطوعية المدنية والقبعة الحزبية السياسية الانتخابية والقبعة المهنية المؤسساتية. فالملاحظ هنا غياب هذه الحدود، فهناك تداخل بين هاته القبعات الثلاث في هذا المهرجان، فهل هذا النشاط منظم من طرف جماعة أو جماعات ترابية او جمعيات المجتمع المدني او منتخبون ينتمون إلى أحزاب معينة. فجمعيات المجتمع المدني يجب أن تفهم دورها الدستوري كشريك فعلي وكمساهم في إعداد وتنفيذ وتقييم السياسات العمومية في إطار الديمقراطية التشاركية وليس اداة طائعة في يد من يملك التمويل وأن من اسس العمل المدني مبدأ الاستقلالية. الثانية: لا احد ينكر دور المهرجانات الثقافية في الترويح عن النفس والترفيه وتغيير حالة الرتابة والروتين وتحريك الاقتصاد المحلي وإبرار المؤهلات المحلية، غير أن الإيمان بهذا الدور المهم للمهرجانات والاقتناع به لا يجب أن يجعلنا نغفل إمكانية استغلال هذا النشاط للوصول إلى أصوات الناخبين على ظهر الشباب المثقف الفاعل في "جمعيات المجتمع المدني" عبر استغلال مصداقيته وسمعته الطيبة مع الساكنة واستعماله كأداة بغض النظر عن نواياه الحسنة وجديته. وإن من شأن خلط الحابل بالنابل والحزبي بالجمعوي تحت ذريعة وجود التمويل وحاجة المنطقة إلى المهرجان أن تكون له عواقب وخيمة ولاسيما اختلاط الامر على الساكنة والمتتبع المحلي والتباس دور الجمعيات وتحويلها إلى مجرد مؤسسات تنتهز فرصة الدعم وليست قوة اقتراحية وشريك أساسي ونبض المجتمع ومدافع عن قضاياه. الثالثة: كان من الممكن لتفادي هذا الخلط، مأسسة مهرجان تيلوكيت عبر تاسيس جمعية من أطر وكفاءات تيلوكيت المنتمين إلى جماعاتها الثلاث يكون هدفها الرئيس جمع التبرعات وتلقي التمويلات والسهر على تنظيم هذا المهرجان بشكل مستقل ودوري وواضح ونحت اسم يعرف به وإصباغ هوية ثقافية او تراثية أو علمية محددة له حتى يتمكن من إيجاد مكانه بين المهرجانات الوطنية والمحلية المعروفة وحينذاك وفقط سنكون على استعداد تام للانخراط فيه ودعمه والمساهمة في تطويره وإنجاحه بشكل مشترك. وفي الاخير، أرجو أن أكون مخطئا في تساؤلاتي المتسرعة والفضولية والتشككية والعدمية وأرجو ان يكون ما تم تداوله مجرد إشاعة عابرة، وان أكون موفقا وناصحا في ملاحظاتي. مع تحياتي وتقديري لكل الاصدقاء الغيورين على المنطقة.