مقدمة القصيدة 1- أغار من الشعراء، لان الله أصم أذني الشعرية منذ نعومة أظفاري، فأذكر أن أترابي كانوا يطربون إلى من يسمعهم كلاما فيه وزن وفيه قافية، كنت أنا لا اسمع إلا شقشقة بدون إيقاع وبدون وزن، فلا افهم لماذا ترقصهم، تلك الكلمات التي شنف بها الشاعر(هُمْ) سمعهم، وهز بها طبلة أذني، فتهتز في مسمعي (أَنا)، اهتزاز نشازا، بلا خطة فنية ، أما الفهم فهو يكون في وضعية لعب شبيهة بالوضعية الشاردة تماما. الكلمات التي أجدها قد وقرت في أذني، تظل كلمات تتبع كلمات، لا تجد أذنا موهوبة، تلحنها إيقاعا ووزنا. الكلمات هكذا... لا تتقطع بأي فاصل من اللحن والاستراحة الموسيقية، تظل صفاقا، تكرارا و إطنابا من غير ذوق. حشوا من اللفظ وثرثرة وكفى. عنوان القصيدة 2- القصيدة التي نظمتها في غفلة عن الناس، حتى (أنا) لم يخبرها أحد مِنْ (هُمْ)، أنني أصبحت مثل شعرائهم، أنظم تصريفا من فن القول. هده مقدمة القصيدة. عنوانها: الكتابة على ورقة الخشخاش. الخشخاش ! هل سمعتم بالخشخاش؟ نبتة لها مفعول التنويم، يستخرج منهامادة الأفيون والهيروين والمورفين ( يمكن التأكد بالتجربة، أو الاكتفاء بمعلومات من أصحاب التجربة والعلم [ ]) 3- أخذ الناس بعد الطوفان يبنون مدينة وبرًجا عاليًا يخلدون به اسمهم، فعاقبهم الله بأن بلبل ألسنتهم فلم يستطيعوا التفاهم، وكفوا عن البنيان؛ ولذلك سميت المدينة "بابل"؛ لأن هناك وثم بلبل الله ألسنتهم. هنا والآن بصيغة الماضي، لأن هذا الكلام قديم، حيث تحدث الرب (مع من؟)، تحدث (من سمع كلامه المغرق في القدم؟) بدون تقادم ! عن أهل بابل[ ] ... وبلبلنا لغاتهم. لم يكن (هم) يوجدون في فترة الطوفان وإلا ذكرهم الله هكذا: وخشخشناهم...إلى يوم الدين (الزمان من الزمن الأول، بداية الخشخشة، إلى... آخر نقطة في خط الزمن. نقطة واحدة في برنامج دلك اليوم: الدين والمحاسبة. الإهداء أهدي القصيدة الخشخاشية إلى صديقي الشاعر العراقي علي النجار ، لمراجعتها من حيث البنية الخشخاشية... موضوع الخشخشة (ومعها وصية كتبها الشاعر) ...أما من ناحية المضمون فهو مسجل (محفظ) لدى محافظة بني ملال، المدينة التي يقيم فيها الشاعر، (القسم العقاري كما نسميها في المغرب). سجلت معها هده الوصية: أوصى الشاعر أن تحفظ قصيدته، ولا تنشر خلال حياته. إذا مات الشاعر تدفن معه القصيدة، ويسمح للملائكة وحدهم الاطلاع عليها وتسجيلها في لائحة الحساب، إن أعجبتهم، يضعونها على اليمين مع الحسنات، وإن أزعجتهم يضعونها على اليسار...مع السيئات، يشترط الشاعر أن اللائحة تكون حصرية، حتى لا يحشر الملائكة فيها أسماء الغاوين، إذا ظهر منهم أحد مع الورثة: الشاعر رحمه الله لم يكن يتبعه احد [1] الخشخاش (باللاتينية: Papaver) هو جنس نباتي ينتمي إلى الفصيلة الخشخاشية ويضم ما بين 70-100 نوع من النباتات الحولية أو ذات الحولين أو المعمرة زهرة الخشخاش ذات ألوان مختلفة يمكن أن تكون بيضاء أو صفراء أو برتقالية أو حمراء أو زهرية اللون وهي تنمو في المناطق الباردة والوحيدة التي تنمو في أقصى الشمال في غرينلاند خلال فترة الصيف القصيرة للغاية وتزهر لأيام قليلة. للخشخاش أصناف كثيرة، من أنواعه الواطنة في بلاد المغرب: الخشخاش الأرجيموني و الخشخاش الدوكيني. ويستخرج من جوزة نبتة الخشخاش المنوم مادة الأفيون والهيروين والمورفين. [1] جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: {قَد َمَكَر الَّذيَن ِمْن قَبِلِهْم فَأَتَى االله بُنيَانَهْم ِمَن اْلقَواِعِد فَخَرَّ عَلَيِهُم الَّسْقُف مْن فَوقِهْمَ وأَتَاُهُم اْلعَذَاُب ِمْنَ حْيُث لاَ يَشعُروَن [النحل: 26]. وورد في التفسير أن المراد بالآية هو نمرود بن كنعان، فقد بنى الَّصْرح بباب سْمُكه خمسة آلاف ذراع ليترصد أمر السماء، فأَهَّب الله الِّريح فَخَّر عليه وعلى قومه فهلكوا. وهذا مخالف لما جاء في الكتب المقدسة، فقد ورد فيها أن نمرود هذا هو نمرود بن كوش بن حام بن نوح، وليس نمرود بن كنعان.