فتحت مصالح الأمن والدرك تحقيقات معمّقة حول عصابات إفريقية، تعمل على تهريب الأفيون الخام عبر الجزائر نحو تونس وصولا إلى إيطاليا. كما بدأت في تدريب وحداتها العاملة في الجنوب، للتعرّف على هذا النوع من المخدرات، أو لبان نبتة الخشخاش المخدّر. تشير الكميات الكبيرة من الأفيون التي تم ضبطها، في السنوات الأخيرة، إلى تحوّل الجزائر إلى مركز عبور لهذا النوع من المخدّرات، فيما دقت جمعيات محلية ودولية متخصصة في مكافحة المخدرات والإدمان ناقوس الخطر حول ارتفاع استهلاك مخدّر الأفيون الخام، بعد أن ارتفعت الكمية المحجوزة التي تستعمل في تصنيع مادة الهيروين المخدّرة من أقل من 4 كلغ عام 2006 إلى 114 كلغ عام .2011 بينما ارتفع عدد القضايا المتعلقة بحيازة الأفيون أو بذرة نبتة الخشخاش، في 8 ولايات بالجنوب، من 20 قضية عام 2006 إلى 82 قضية عام .2011 وقالت دراسة أعدّها فرع الجمعية الدولية لمكافحة الإدمان، أو تو انترناشيونال، في الجنوب الموجود مقرها في غرداية ''إن جنوبالجزائر يتحوّل بالتدريج إلى منطقة ترويج رئيسية لمادة الأفيون. ويستهلك الأفيون عن طريق وضع مادة صمغية، هي عبارة عن خلاصة نبتة الخشخاش، تحت اللسان لمدة معيّنة''. وهذه المادة خطيرة جدا على الصحة، حيث تشير الدراسات إلى أن استهلاك هذه المادة معروف على نطاق واسع في بعض المناطق بغرب إفريقيا، وقد انتقل إليها من أوروبا. وتنتشر زراعة الأفيون في مناطق عدّة بغرب إفريقيا، حيث تستخرج مادة صمغية من نبتة الأفيون. وتشير التقارير إلى أن مصالح الأمن والدرك ضبطت، في الأشهر العشرة الأولى من السنة الجارية، 3,3 كلغ من الأفيون، وأغلب هذه الكمية هرّبت من نيجيريا والكاميرون، وقد ضبطت لدى مجموعة من الرعايا الأجانب من جنسيات إفريقية، تم الإيقاع بهم في عدّة مناطق بولاية تمنراست، وينتمون لشبكة تخصصت في ترويج الأفيون مكوّنة من 30 عنصرا في 4 قضايا منفصلة. وتؤكد مصادرنا من أمن ولاية غرداية أن أغلب كميات الأفيون التي يتم تهريبها إلى الجزائر من قبل العصابات الإفريقية، يوجه إلى إيطاليا عبر تونس لاستغلاله في تصنيع الهيروين، والثاني للاستهلاك. وكانت مصالح الأمن في تمنراست قد أوقعت، خلال شهر سبتمبر، ب5 جزائريين و8 أجانب من جنسيات إفريقية، من دول مالي والكاميرون والسينغال، وضبطت بحوزتهم 770 غرام من الهيروين الخام، و280 غرام من عصارة بذور الخشخاش، أو كما يسمى في الجزائر ''حبة العفيون''. وتعود وقائع القضية إلى نهاية شهر جانفي، عندما اعترف رعية من جنسية مالية ضبطت مصالح الأمن لديه 80 غراما من الهيروين غير النقي في عين صالح، بأنه يعمل لحساب أشخاص آخرين يقيمون في منطقة قريبة من مخيّم تينزاواتين الحدودي. وبعد تتبع أفراد العصابة، تم القبض على 5 منهم في تمنراست، وكانت بحوزتهم كمية من الحبوب المهلوسة. بعدها، أدت اعترافات الموقوفين إلى ضبط 7 أجانب آخرين في الطريق الرابط بين بلدية تيمياوين وتمنراست. وكشف مصدر أمني بأن عدد الموقوفين الإجمالي ارتفع بعد إيقاف المشتبه فيهم ال13 إلى 22 بعد أن داهمت بيتا كان يقيم به شركاء الموقوفين، في منطقة قطع الواد ببلدية تمنراست. وفي قضية ثانية، ضبط الدرك الوطني في تينزاواتين 490 غرام من الأفيون الخام المعد للاستهلاك لدى 8 أجانب، من الكاميرون والسينغال. وتلاحق مصالح الأمن، منذ عدة أيام، 3 أجانب آخرين من الكاميرون، وردت أسماؤهم في اعترافات الموقوفين.