لعل الزائر الذي يمر من هذه البلدة الصغيرة (تيلوكيت) يعجب بجمالها الطبيعي منذ أول لحظة، لكن هل بالفعل جعلها المسؤولون محط اعجاب كل زائر؟ أو بالأحرى هل المواطنون راضون كل الرضى ببيئة وجمالية هذه القرية؟ لا شك أن مجزرة تيلوكيت تمثل بؤرة سوداء بهذه القرية و انتهت أشغالها عندما تم حفر قنوات (ثقب) كي تستوعب المياه الملوثة لكنها لم تف بالغرض مما أدى إلى منع استعمال هذه المجزرة من جديد. ولما استفحلت الاوضاع مرة أخرى، ادعى مسؤولوا الجماعة أن المشروع لم تكتمل أشغاله في الوقت الذي تؤكد الساكنة أن المجزرة لها أضرار صحية وخيمة (الكل يعلم ذلك في زماننا هذا). لهذه الأسباب، طالبت الساكنة بتحويل المجزرة كحل للمشكل الا أن المسؤولين (المجلس الجماعي والمعارضة) لا يرون غير اصلاح المجزرة وسط السكان بدعوى أنها قديمة وكانت تتواجد قبل تواجد السكان بنفس المكان، فهل هو عذر مقبول تشريعيا؟ هل هذا تقدم للبلاد؟ ولعلم الرأي العام، فالمجلس الجماعي لتيلوكيت قد تابع بعض النساء قضائيا (فرق تسد)، نعم توبعن قضائيا بالمحكمة الابتدائية بأزيلال لا لشىء الا لرفضهن المجزرة وسط السكان. ألهذا يصوت المواطن بتيلوكيت؟ لكي يعاقب ويهمش؟ (واش هاكدا كايتسمع صوت المواطن يا ناس؟) ، انها سياسة "ضربني وبكى/ سبقني وشكى" هل تم انزال الدستور المغربي لمخالفته أم لتطبيقه؟ نفس الشيء بالنسبة للميثاق الجماعي ؟ هل هكذا يتم تسيير الشأن العام؟ هل سياسة القرب والتحاور مع المواطنين واقع أم حبر على ورق؟ ما موقع المواطن التيلوكيتي ضمن كل هذه الخروقات ؟ وهل ستتم متابعة مفسدي المال العام بتيلوكيت؟ (انظر صور المشروع الأخير للمجزرة) هي مشاكل بالجملة، ربما يؤدي تجاهلها الى ما لا تحمد عقباه، لذا فالتدخل الآني وايجاد حل منصف، يبقى هو الطريقة الوحيدة لفك ألغاز هذه القضية لأن سلطة القانون كفيلة برد الاعتبار للمواطن والمسؤول في نفس الآن.