رقية خنافور مستشارة وفاعلة جمعوية.. نموذج للمرأة المغربية بجماعة تيلوكيت بإقليم أزيلال، تتكلم «للعلم» عن مسارها كفاعلة جمعوية ومستشارة جماعية في منطقتها القروية، وعن واقع النساء في منطقة تيلوكيت ترفع الستار عن الكثير من المسكوت عنه في عالم المرأة هناك. وحاجياتها لممارسة المواطنة الحقة. أجرى الحوار: هشام أحرار س: من هي رقية خنافور؟ ج من مواليد 1969 بتيلوكيت أمازيغية الأصل من أعالي جبال الأطلس الكبير، عازبة ومستواها الدراسي باكلوريا مستخدمة بمخدع هاتفي، وفاعلة جمعوية ومقررة ميزانية المجلس الجماعي وعضوة المجلس الوطني للجمعية المغربية للمستشارين الاستقلاليين، من أسرة استقلالية منذ نعومة أظافرها عاشت معاناة كيدية تضليلية فور انتخاب المكتب الحالي، فالتغيير الذي عاشه المجلس وتشبيبه وضبط أعماله وقطع الصلة مع الماضي لم يرق المسؤول الأول عن المنطقة .. وبإيعاز ممن ألفوا الاصطياد في الماء العكر دخلت تجربتها بمرارة ...تجربة قادتها إلى المحاكم ظلما، بلا ذنب إلا أنها أصرت على الدفاع عن ساكنة تيلوكيت المتعطشة لمشاريع تنموية ولكن إصرارها وعزيمتها كانت الأقوى حيث حملت معها ملفات إلى مقر العمالة والولاية والجهة ومجلس مجموع الجماعات بأزيلال والرباط خصوصا مقر وزارة التجهيز والنقل لتدافع عن ساكنة منطقتها وهي جرأة وجسارة تعبران عن إرادة المرأة. س: كيف بدأت تجربتك في ميدان العمل الجمعوي والسياسي كمستشارة جماعية وفاعلة جمعوية؟ ج تجربتي لها جذور مع العائلة التي تربيت في كنفها، فوالدي كان مقاوما في صفوف جيش التحرير ومناضلا داخل حزب الاستقلال مما وفر لي فرصة المراس السياسي والخوض في تجربة الانتخابات الجماعية. والفكرة بدأت مع الساكنة كوني اعمل بمخدع هاتفي. الشيء الذي جعل الاحتكاك بالساكنة يومي وتواصلي وأيضا التواصل الإيجابي بها هو الذي أعطى ثماره. وفزت في الانتخابات بامتياز. وكفاعلة جمعوية جاءت الفكرة بعد الفوز في الانتخابات حيث تلقيت تكوينا داخل جمعية النخيل للمرأة والطفل بمراكش. مما ساعد على خلق جمعية محلية وتوظيف ما تلقيته من تجارب وتكوين على أرض الواقع بتلوكيت س: ماهي التحديات التي اعترضت مسيرتك كامرأة جبلية؟ ج أعمل كمستشارة داخل أغلبية المجلس لتسيير الجماعة التي أنتمي وتواجدي داخل الأغلبية أتاح لي الفرصة للاطلاع على التسيير الجماعي وإيجاد موقع داخل المجلس وكامرأة جمعوية، هذا كله ساعدني للتفاوض مع المجلس فيما يتعلق بالشأن المحلي وإقامة سياسة القرب مع السكان والتواجد بالجماعة ليل نهار للسهر على المشاكل التي تواجهها الساكنة. كامرأة مناضلة أيضا ليس هناك فرق بيني وبين الرجل في العمل، الفرق الوحيد ان الساكنة تضع ثقتها في المرأة أكثر من الرجل. الصعوبة التي وجدتها سابقا هي المضايقات من طرف السلطة المحلية لكوني أحدثت تغييرا في الجماعة. كما أنهم يرون أنني لست أهلا لمنصب جماعي لكوني أنتمي إلى قرية صغيرة ومنعزلة ويصعب إبراز دور المرأة داخل هذا الفضاء. س: ماهي طموحاتك المستقبلية؟ ج تحقيق الأهداف وأقصد بذلك تحسين الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للساكنة والمرأة الجبلية بالخصوص. س: ما رأيك في النساء المتواجدات داخل قبة البرلمان هل استطعن اسماع صوت المرأة القروية والجبلية؟ ج: ان صوت المرأة الجبلية داخل قبلة البرلمان باهت كون البرلمانيات كلهن من المدن الكبيرة. وليس منهن من تهتم لأمر المرأة الجبلية وما تعانيه من تهميش ومضايقات وإقصاء. س: ما رأيك في ترشيح المرأة في الجماعات المحلية والبرلمان؟ ج يجب تكوين خلية نسائية للترشيح في الانتخابات الجماعية أو البرلمانية كما أن مراكز القرار بالبرلمان يحتكرها الرجال كما اقترح أن يكون للمرأة الجبلية صوت وحضور داخل الأحزاب السياسية. س: ما رأيك في النساء المتواجدات في مراكز القرار؟ ج) المرأة المغربية داخل مراكز القرار وحضورها السياسي عموما لم يعد محل دهشة أو استغراب فهي اثبتت ذاتها وأعطت الدليل بالفعل والعمل أنها الانسان المناسب في المكان المناسب.. المرأة المغربية اليوم مفخرة.. والذي أطالب به من هذا المنبر هو النزول الى أرض الواقع في المناطق النائية الجبلية والقروية والمداشر الوعرة لمعانقة واقع النساء هناك.. حتى لاتبقى هذه المرأة في القرية والجبل مجرد صوت انتخابي فقط. س: ماهي مطالبك؟ ج أطالب البرلمانيات وخصوصا الاستقلاليات في إطار الانتخابات التشريعية بزيارة إلى المناطق الجبلية للوقوف على كل الحقائق س: ماهي الأشياء التي لم تستطع المرأة الجبلية تحقيقها حتى الآن؟ ج في رأيي يجب على النساء أن يدافعن بقوة على إنشاء جمعيات ودور ايواء خاصة بالنساء المتخلى عنهن من طرف عائلاتهن أو من طرف المجتمع ككل. وكذلك أن يمنحوا المرأة بعض المناصب العليا التي مازالت حكرا على الرجل . س: كلمة أخيرة ج أشكر جريدة العلم على اهتمامها بالنساء الجمعويات والتي تعتبر منبرا هاما لإبراز الطموحات المستقبلية الهامة للمرأة الجبلية.