السبب الأول بارز في محاولاتنا إفهام الدوائر العليا أن التمثيليات الدبلوماسية للمملكة المغربية أصبحت مجرد دور لا تعكس أي مُنجَز يتم داخل الوطن ، وهذا عائد لانعدام مخطط قائم على معطيات تقرب كل دولة مضيفة لاهتمامات تُيَسِّر التعامل الثنائي وفق منهاجية طريق منظمة بمراحل ، هي محطات تضمن ،ولو بالتدرج الإيجابي ،استيعاب السياسة الرسمية لكل طرف واستخراج منهما ما يضمن التعاون الوثيق وتَبَنِّي المواقف المعلنة عن قضايا مصيرية من كلتيهما بالتوافق الطويل المدى وليس لظروف حاصلة فتمر لحال سبيلها دون أثر تتركه ، وفي هذا الصدد المشكلة لا تجعل العنصر البشري (المدرب وصاحب تجربة ودراية عميقة بالعمل داخل هذه التمثيليات كالمتواجد حقيقة في القنصلية العامة للمملكة المغربية بمدينة منتريال / كندا ) شماعة تضع حمولتها اللاعادية عليها ، بل كامنة في انعدام تخطيط رفيع المستوى يجعل "المكانة" من مقدمة الدول المتطورة ، و"القوة" الاقتصادية التاركة منها باسطة النفوذ أكثر من سواها ، و"القدرة" الاجتماعية المدنية المؤهلة لتكوين عقلية تتناسب والقرن الواحد والعشرين ، بهذا الثلاثي المعزز بدراسات تُكَوِّنُ فينا تقنية مد اليد العليا في الخير لتتشابك مع أخريات لمضاعفته فالانطلاق لتطوير المصالح المشتركة بلغة التضامن الإنساني وليس التبعية العقيمة التي ما حصد منها المغرب غير الشوك . السبب الثاني أعمق وأشمل ، المغاربة هنا بعضهم إن لم نقل جلهم غير مرتاحين مما يُقابلون به داخل وطنهم ، المتفانون في محبته ، المتشبثون بثوابته ومقدساته ، والبداية الأهم مع الطيران المغربي المُثقِل كاهلهم بمبالغ لا تتناسب كلية مع إمكاناتهم المادية إطلاقا ، مما يمنع الكثيرين منهم زيارة أهاليهم إلا عند الضرورة القصوى، وما زاد الطين بَلَّة أن وزير النقل الداخلة هذه المؤسسة في محض مسؤولياته أظهر عجزه البين عن جعل النقل بواسطتها ملبيا المطلب المنطقي للجالية المغربية المقيمة في كندا وسواها من الأمصار البعيدة عن ارض الوطن ، غير صحيح ما تدعيه هذه المؤسسة العمومية أنها خاسرة ، لقد اتخذناها وسيلة في التنقل من مدة ونعلم الإقبال المتزايد عليها وبخاصة في مثل الخطوط الرابطة بين المغرب وكندا والولايات المتحدةالأمريكية ، إذن لا مجال للتهرب وراء حجج واهية ، إنهم مغاربة فضلاء، جزء من الأمة المغربية الشريفة ،المتحملين مشاق العيش بعيدين عن محيطهم الأصيل الأصلي ، معتمدين بأنفسهم على أنفسهم ، تحت سماء ملبدة بالغيوم تُسقط ثلجا لو سقط ربعه على المغرب لارتعشت أرضه وطلبت الرأفة من خالقها القادر على كل شيء ، لا أقول هذا انطلاقا من كلام يُبَثُّ هنا أو هناك ، بل عن تجربة تعرضت لها هذا اليوم الجمعة حينما توجهت لأداء صلاة الجمعة 13 فبراير الحالي بمسجد المدني الباكستاني مكانا وتدبيرا الكائن بالعنوان التالي : (12080 Boul. Laurantien.Montréal .QC H4K1M9 ) ودرجة الحرارة واصلة 22 درجة تحت الصفر وإحساس بالبرد قياسه 34 درجة تحت الصفر . (يتبع) مصطفى منيغ مدير نشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية