أحالت عناصر الدرك الملكي بالمركز القضائي التابع لسرية الدرك الملكي بأزيلال شخصا يدعى "ي. كز" في عقده الثاني ، ينحدر من مدينة خريبكة ، على أنظار النيابة العامة في شخص السيد وكيل الملك الذي أمر باعتقاله وإيداعه السجن المحلي بأزيلال يوم السبت 20 دجنبر الجاري بتهمة انتحال صفة ومهنة ينظمها القانون . وتعود وقائع القضية إلى يوم الأربعاء الماضي حين كانت عناصر كوكبة الدراجات النارية عائدين إلى مدينة أزيلال على الساعة السابعة صباحا من واد العبيد ، وفي جماعة تنانت أثار انتباههم شخص يدخن سيجارة قرب الحافلة التي تربط أزيلال بالدار البيضاء وهو يرتدي بدلة الدراجين بطريقة غير عادية (الحذاء من النوع القديم البدلة البيضاء وهو مستقل لحافلة) زيادة على أن حداثة سنه لا تلائم رتبة "اجودان" كما أن الطريقة التي رد بها التحية زادت من شكوك الدركيين. وللتأكد من هوية الدركي المزعومة قاموا بعدة اتصالات جعلتهم يجزمون على أن الواقف أمامهم دركي مزيف مائة بالمائة . وبتنسيق مع قائد السرية ، تم نصب كمين محكم للمشتبه به إذ تم توقيفه في الحاجز المقبل في امداحن على بعد حوالي 70 كيلومترا. وفور توقيفه وتسلمه من طرف المركز القضائي باشرعناصرالدرك التحقيق معه، وخلال البحث التمهيدي اعترف لشاب الموقوف أنه كان يحلم منذ نعومة أظافره بأن ينخرط في صفوف الدرك الملكي وخصوصا كوكبة الدراجات النارية لأنه كان دائم الانبهار ببذلتهم ، وحين لم يتسن له تحقيق حلمه على أرض الواقع ، انقض على أول فرصة أتيحت له وسرق بدلة أحد الدراجين بمدينة خريبكة. وهكذا بدأ مشواره كدركي في العالم الافتراضي إذ كان دائم التجوال في الحافلات يتجول عبر أنحاء المعمور معززا مكرما متباهيا بزيه الرسمي إلا ان الحلقة الأخيرة من هذا المسلسل ستكون بأزيلال حيث سيتحول الحلم الوردي إلى كابوس ليستيقظ الشاب وهو مصفد اليدين ويتحول، بين عشية وضحاها، من دركي إلى متهم يواجه تهمة قد تزج به في غياهب السجن لمدة طويلة. كيف سنتحدث هنا عن إنسان سوي، لو كان كذلك لما جازف بمستقبله وحريته سيما وان مثل هذه الأحلام تكون قصيرة المدى وتنتهي بسرعة وبطريقة درامية.