من أقبح ما يصدر من الإنتهازيين و الدين يظنون أنفسهم مثقفون في لباس يغطي نفاق خبيث ينخر صدورهم، اشخاص يعرفون جيدا كيفية الركوب على ظهر الآخرين للوصول إلى أهدافهم الشخصية وهذا من أبشع مظاهر الأنانية ،فعوض أن يكون هذا الآدمي إنساناً يحس بمعاناة الآخرين و يتألم حرقةً وغيرةً على إنسانية وكرامة إخوانه. تجده يضحي بإنسياته من أجل أهداف مادية محضة أو حلم بمنصب وسلطة ،هذا في حالة لم يكن بيدقا بين يدي أسياده الأكثر خبثاً. و لعل إسم النضال دائما مقرون بوجود الإستبداد والديكتاتورية والظلم لكن حقيقة الأمر أن النضال ضرورة إنسانية يومية فلا حياة بلا نضال وتختلف طرق النضال من شخص لشخص ومن مجتمع إلى مجتمع وحسب موقع المناضل إلا أن النضال الذي يهمنا نحن الطبقة الكادحة والطبقة المظلومة من هذا الشعب الذي يزيد فيه الفقير فقرا وتهميشا و تحقيرا له و يزيد فيه الغني غنى و تجبرا و تسلطا فكيف لمجتمع يحكم جميع مؤسساته من حكومة وبرلمان إلى قيادة و جماعة أناس متسلطون فاسدون و مستبدون ، كيف أن يعيش الفقير في مثل هذا المجتمع الذي مازال يحارب فيه المثقف و يحارب فيه الصحفي و يشوه فيه الأستاذ و المعلم الذي كاد أن يكون رسول في مجتمع كان يدرك و يعرف قيمة العلم و الإدراك و المعرفة و يهمش فيه الفلاح والعامل الذي تبنى على ظهره عمارات وفيلات أصحاب العقول الفارغة و"أصحاب البزاز" الممتلئة بأموال الشعب المقهور التي انتفخت لدرجة لا ترى أعينهم أرجلهم و رغم ما أتى به الربيع الديموقراطي من تغييرات شبه سطحية عبارة عن مسرحية بطلها صناديق الإقتراع وإصلاحات تبصم عليه بصمة رضا السلطان ورضا من ينادي بالديموقراطية ويزمر لها و انهوا القصة بأن المغرب اسثناء،أكيد لكي لا نصل ما وصلت إليها سوريا ومصر وتونس و...،الأمر هنا أعمق مما نتصور فقد تجد أصحاب النضال المضاد دائما ما تجول كل أفكارهم وكل طاقتهم التي بنوها على ظهر الشعوب في إسكات الأصوات التي تنادي بالحق "النضال" مهما كان الثمن ولو حتى التضحية بالشعب أكمله سوريا نمودجا ناهيك عن أبشع طرق التقتيل و الإغتصاب و التعذيب... كما نجحوا في أن يذكرونا بأن سلطة العضلة أقوى من سلطة العقل ونسوا أن لا شئ يبنى بالقوة كما قال جورج صاند : لا يمكن للقوة أن تؤسس ديناً، ونهجوا المنهج المكيافيلي في تعاملهم مع الشعب المغلوب على نفسه وبما أني حاولت أن أضعكم في السياق العام الذي يحيط بنا إلا أن القصة لم تنتهي، ففي الوقت الذي تابعنا فيه مسلسل التغييرات التي شهدها المغرب منذ أن لعب في النظام المغربي آخر أوراقه لتوهيم الشعب أن المغرب لا يحتاج لما وقع ويقع في باقي الدول المجاورة التي منها من أفرزت الإسلاميين في القيادة و منها من إلى هذه اللحظة يضحي فيها ثوارها الأحرار بدمائهم الزكية الطاهرة. استرسلت وحاولت أن أوضح جيدا السياسة العامة التي تحيط بنا من جهة و من جهة أخرى فاللعبة كلها تدور حول عجلة واحدة يراها البعض سيناريوهات تختلف عن بعضها البعض كأن كل دولة وكل مدينة وكل قرية تعيش في كوكب خاص بها لا يا سادة فالعالم قرية صغيرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى. على إثر هذا السياق المشؤوم الذي يجعل القرى في الجبال المهمشة المنسية وجهة المصلحيين الإنتهازيين للوصول إلى أهدافهم المادية وقرية تزكبيت من بين ضحايا هذه السياسة الفاشلة التي تمثل الأحزاب نسبة كبيرة منها لذلك لا يمكن أن نستغرب أصحاب هذا النوع من النضال الغير الشريف الذي نيته أكثر من واضحة فعوض توجيه الخطابات التي يعتبرونها نضالا إلى المسؤولين الحقيقين على هذه المشاكل التي تعاني منها هذه القرية يوجهونها إلى أشخاص أو جمعيات هدفها الوحيد إعادة الإعتبار لإنسانية أهالي هذه القرية المنسية في جبال الأطلس الكبير وغيرها من ضحايا سياسة فاشلة لا في عهد فواسة ولا في عهد بنكيران و تستغرب عندما تسمع في قبة البرلمان الذي لم يصل يوما لمستوى أن يسمى برلمانا بل ساحة لإستعراضات حزبية ميؤوس منها ومن منهجها الفاشل ، نستغرب عندما نسمع كلمات رنانة تدعو دون عمل إلى تطوير الوسط القروي والمساهمة في تيسير وسائل العيش لساكنة الوسط القروي وتقريب الإدارة للمواطن والكثير من الكلام المعسول الجميل لكن غياب العمل لا يبين إلا حقيقة واحدة و لم تعلم هذه الفئة من نخبة المجتمع كما يسمون أنفسهم أن القرى التي يتشدقون بها وهم جالسون في كراسي رطبة لا يجدون قطرة ماء يسدون بها رمقهم ومشاريع لم تكتمل من يوم بدايتها وتجد ضحايا هذه السرقة وهذا الفشل أناس أو جمعية لم يكن في إمكانهم يوما إلا أن يقدموا من مجهودهم ما يستطيعون عليه وسميتهم ضحية لأن يأتي بيدق وقزم لم يكن له يوماً في هذه القرية غير مصلحته الشخصية وكانت بصمته التي لم ينساها أصحاب العقول الكبيرة الراقية من القرية أنه تقدم للإنتخابات بإسم حزب فاشل إلتحق مؤخرا للحكومة المعطوبة ليكرس فشلها هذا الحزب الذي قدم هذا الشخص الذي لا يسكن أصلا في القرية ولا يحس بما تعانيه الساكنة و يسترزق فقط بمعلومات يتلقاها من قبل بعض خونة أهالي القرية أو من بعض أفراد عائلته ، الذي يحز في النفس أن هذا الشخص على إثر فشله في هذه الإنتخابات بإحرازه أصوات لا تسمن ولا تغني من جوع تنسب لبعض أفراد عائلته في القرية هذا الشخص الذي لم يقدم يوما للقرية تجده اليوم والقرية في أزمة مياه خانقة يسب أشخاص بأوصاف لا تمت للشخص الواعي المثقف بأي صلة و يتهم جمعية ولدت من رحم الساكنة بالسرقة و النصب لا لشئ إلا أن مبادرة الجمعية فيما يخص إيجاد حل لأزمة الماء الصالح للشرب هذه المبادرة التي كانت منبثقة من أهالي القرية بمساعدة من أشخاص آخرين غيورين على المنطقة يعني غياب تام لمساندة الدولة ما جعل ساكنة القرية تجمع التبرعات دون توصيل مقدم من الجمعية هذه الثغرة التي استغلها صاحبنا ليفرغ سمه بهذه الطريقة الصبيانية تجاه شخص في رئيس الجمعية الذي أعرفه جيدا كشخص سهر الليالي و ضحى بالغالي والنفيس من أجل القرية ومن أجل الساكنة فرداً فرداً ولم أرد أن أصرح بهذا الأمر لأن الأمر بينه وبين ربه لكن ما يتعرض له هذا الشخص من تشويه لسمعته و ظلم مقصود و غير برئ لأنه بشاهدتي وشهادة التاريخ أن ما يتعرض له من سب وقدف لسبب واحد هو أن الذي حرر "مقالات" عبارة عن سب وشتم نشرت في نفس الموقع وهو نفس الشخص الذي قدمناه لكم من قبل في شخص مرشح الحمامة ليمثل أهل تزكبيت لكن أهالي القرية الغيورين على البلدة رفضوه رفضا تاما وعلى رأسهم رئيس الجمعية الذي جعله هذا المرشح الفاشل ألد خصومة لما لدى رئيس الجمعية ثقة وتاريخ يشهد له بنضال لم يربح منه غير السب والشتم من أصحاب النضال المضاد. وقبل أن أختم، يقول عز من قائل : "سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" و أخيراً أقول سوف نحيى في هذا الوطن وهذه القرية حتى يزول هذا الألم أو نموت فيها ونحن نحاول أن يزول لكن لن نسمح أن نشاهدها تموت على أيادي أغبياء ونحن أحياء. كما قال الشاعر: علقوني على جدائل نخلة و اشنقوني فلن أخون النخلة وانا أقول مهما زدتم زدنا ومهما تماديتم فضحناكم نحن أهالى تزكبيت نرفض كل مزايدة كما نرفض كل تملق غايته تلميع صورة شخص نيته خبيثة كان ما كان.