التقيت صديقا و أخبرني أنه ذات يوم صادف أيام الدخول المدرسي استقل سيارة من نوع بيك آب لنقل بعض المستلزمات إلى إحدى الثانويات الإعدادية بمنطقة جبلية بأزيلال لكن عند خروجها من بني ملال اعترض سبيلها رجل أمن قرب الفروسية طالبا من السائق أوراق السيارة لتسجيل مخالفة السرعة لم يمانع السائق فقدم الأوراق لطالبها و بعد أن شك ابن صاحب السلعة الذي رافق السائق في الأمر خصوصا و أنهما على علم بتواجد رجال المراقبة اتصل بأبيه الذي لم يكن بعيد الذي حل فورا فمد رجل الأمن الوطني بمبلغ المخالفة التي تقدر ب 300درهم و طالبه بالاطلاع على الصورة و هي النقطة التي أفاضت الكأس فبدأ المسؤول الأمني يبحث و يبحث و لم يجد شيئا لمدة ساعة تخلف خلالها صاحب المستلزمات عن الموعد فطلب من السائق و غيره السماح و استرجع الأب مبلغه المالي. و منذ ذلك الحين لم يتردد صديقي في تقديم النصح و النصيحة لأصدقائه و معارفه حول سلوكات بعض المسؤولين التي تحن إلى العهد القديم و طالبهم بضرورة أخد الحيطة و الحذر في التعامل مع المكلفين "بعضهم" بمراقبة سرعة السيارة أو أية وسيلة نقل. المهم ربما أن الأمور كانت عادية و الشخص ليس معصوما من الخطأ لكن صبيحة يوم الإثنين 30دجنبر الجاري تلقيت مكالمة هاتفية من أحد أصدقائنا الذي أخبرني أنه حوالي الساعة العاشرة صباحا أوقفه رجال الدرك الملكي بوادي العبيد عند مدخل طريق ابزو و طالبه دركي بوثائق السيارة و التهمة دائما السرعة فلم يتمالك صديقي نفسه لأنه كان يسير بسرعة أقل من 60 فطالبه هو الآخر بالصورة بعد أن أصر المسؤول على المخالفة لكن عندما شعر الدركي بأن المخالف المفترض الذي هو في طريقه إلى أكادير قدم له اعتدارا بكلمة "اسمح لنا" فأخد أوراقه و انصرف و السؤال الجوهري ماذا عن مئات السائقين الذين يجهلون القانون و يخشون الدركي و رجل الأمن و خصوصا عندما يكون هؤلاء بسطاء يسترزقون قوت يومهم ؟؟ أبو رائد