جلست أما م التلفاز ترقب متلهفة اللحظة التي تفتح عينيها وتجد مسلسلها المدبلج المحبوب لا يهمها إن كان تركيا أو مكسيكيا كل ما يشغل بالها ويثلج صدرها أنها ستحظى بهذه الفرجة لقصة درامية يكثر فيها الفراق والحنين ويمتزج فيها البكاء والعويل مع وقفات خجولة مختصرة للقطات رومانسية ، ما تزال والحمد لله لم تسقط كل الستارة حتى لا تخدش ما بقي من الحياء في أسرنا . ماذا لو فوجئت الأم بضيف يقتحم عليها خلوتها بمسلسلها فتضطر مكرهة استقبال هذا الضيف ، ولو خيرت لاختارت ضيفها المكسيكي عن العربي ؟؟ فهي لا تستطيع أن يمر اليوم دون هذا المسلسل اللئيم . تطلب من إبنها أن ينتبه جيدا حتى لا ينسى أي حدث ليخبرها بكل شيء . يذهب الضيف وتبدأ محنة الإبن فيحكي ويحكي والأم فرحة بابنها التلميذ لأنه استوعب الدرس المكسيكي جيدا وتسأله ملحة ، هل فعلا البطل يخون زوجته مع البطلة وابنه على علاقة مع بنت عشيقته ؟؟؟؟ والأم تستمع مفتخرة بذكاء ابنها وحزينة على مآل القصة . انزوى الإبن في الغرفة لأداء واجباته المدرسية تحت إلحاح الأم إذا تذكرت حدثا فأخبرني ؟. انتهى ليل هذا الابن على مضض ... وداخل الفصل سأله الأستاذ هل يجوز للرجل أن يتزوج أكثر من واحدة ، رفع يده وقال ولماذا يا أستاذ يتزوج وهويستطيع أن يخون زوجته كما حدث بالأمس في المسلسل ... تألم الأستاذ لذلك المشهد وهو يرى دور هذه المسلسلات في تشكيل مواقف وتمثلات أطفالنا ويبقى السؤال العريض من يتحمل المسؤولية ؟؟ ولكن لا يختلف إثنان أن الأم هي التي تسلم فلذة كبدها بإرادة كاملة لهذه المسلسلات ، فيا ليت الأم ترحم طفولة ابنها وتحميه من التيه والتمزق بين المكسيكي والتركي والهندي ليبقى تركيزه على درسه داخل الفصل ... الأستاذة حفيضة يونوس أفورار بتاريخ : 03 / 02 / 2013