أمير سلطان / لهجوج حاول الضباط و مساعديه ان يجمعوا منا ما يحتاجوه من المرشحين ، كان الاختيار عشوائي، لتفادي اي ارتباك نظرا لكثرة المرشحين الذين يحومون حولنا ، ساقونا الى ذاخل التكنة بسرعة البرق. هذه التكنة التي يحلم بها الجميع و يتساءل عنها وجدتها عادية جدا ، بنايات قديمة و متاكلة ؛ جنود فضوليون يفحصوننا باعينهم و كاننا جئنا من كوكب اخر يتناوبون علينا باسئلتهم املين في ان يجد احدهم واحد من اقربائه او ابن بلدته ليقص عليه ما استجد من الاخبار. كنت الوحيد من قريتي لذا من الطبيعي ان يتملكني شئ من الضيق و الكابة، فما كان علي سوى ان اراقب ما يحدت حولي . في نفس اليوم مررنا بفحوصات طبية سريعة، و قسمونا الى مجموعات تحمل كل واحدة رمزها الخاص كما اعطوا لكل منا رقمه الخاص ايضا. في اليوم الموالي وزعوا علينا البدل العسكرية بطريقة عشوائية دون مراعات مقاساتنا ، لذى صرت ملزم لابحت عند الاخرين الحجم الذي يناسبني لكني لم افلح في كثير من المرات لان جل الذين كانوا معي اميين و لم يتمكنوا حتى من فهم كلمة المقايضة جلهم يقولون (ديالي ديالي) ويريدون ان يحتفضوا بما اعطوه كيفما كان حجمه . في الصباح اليوم الموالي ايقضونا باكرا بطريقة لم اعهدها من قبل ، بآلسب و الشتم و الركل و كلمات جارحة فترانا نجري في كل اتجاهات كالنمل الدي دس قصره فينتشر في كل مكان دون ان نعلم ما المراد من ذلك . في الظاهر يبدو لي ان الوضع سيكون صعب، لما لا و انا اصبحت محاطا بجدار عالية تحجب علينا احياء المدينة و شوارعها و حتى هدير السيارات قلما كنا نسمعها، ضف الى ذلك ان المسؤولون هنا لا يراعون حالتنا النفسية التي تغيرت بين عشية و ضحاها، لقد تناسوا انه بالامس القريب كنت انام و استيقض في بيتنا بهدوء تام ، و كنت اجلس في الدراسة بجانب فتاة شقراء ذو عينين زرقاوتان احس بالدوار كلما نضرت الي ، وكانت تمدني بكل ما احتاج من لوازم الدراسية.يتبع