تتحدد العاطفة على أنها اتجاه وجداني، نحو موضوع معين . والسياسة على أنها الاجراءات والطرق التي تؤدي إلى إتخاد قرارات، من أجل المجموعات والمجتمعات البشرية. لكن ما هي علاقة العاطفة بالسياسة ؟ للإجابة لابد من النظر من زاويتين الفصل بين العاطفة والسياسة ،والخلط بينهما . إن ما نشاهده من جدال وتباين في الآراء بين الأوساط الثقافية والسياسية، من خلال مختلف الأحداث التي تشهدها الساحة الوطنية والدولية . نجد أن كل مثقف أو مهتم يحاول التعبير عن رأيه والتعليق عن الأحداث حسب أفكاره ، وقناعاته الشخصية . إلا أن معظم هذه الأحداث أن لم تكن جميعها. هي آراء فرضية ،لا تستند إلى تحليل موضوعي وواقعي ملموس . بل على العكس تستند إلى جانب أخر، ألا وهو الجانب العاطفي . حيث تجدهم يحاولون إظهار الجانب العاطفي، وإخفاء الجانب الحقيقي . الذي من المفروض أن يكون هو الأساس لإظهاره أمام المجتمع. إضافة إلى أنهم يحاولون ممارسة حرية التعبير . لهذا أرى بأن أكثرهم يتجه نحو العاطفة ، أكثر من توجهه نحو الحقيقة. التي لابد لها أن تفصل بين العاطفة والسياسة . فالخلط بينهما يظهر من خلال ردود الأفعال العاطفية، إتجاه الأحداث. وهو طمس للجانب الحقيقي . إن الحقوق المشروعة تنال بالكفاح المستمر والجاد ، لا بالتمنيات والعواطف . وعبر المصالح المتنوعة بين جميع المكونات في كافة أنحاء العالم ، يجب على الجميع الاعتراف بالواقع الحقيقي ، وعدم الاحتكام إلى الجانب العاطفي . أخير و ليس أخيرا أن بناء المجتمع المدني الناجح، يتطلب التضحية الحقيقية، و الانسجام مع المواقف الصادقة والجريئة من جميع الأطراف التي تنوي المساهمة لبناء مجتمع متكامل . لدا علينا أن نضع العواطف جانبا، كما يجب علينا فصلها عن السياسة . وأن نجعل مجال المشاركة فيه أوسع من المتوقع . والساحة مفتوحة لكل من يجد في نفسه الكفاءة والقدرة . ذ : سعيد أيت أرحو متخصص في علم السياسة.