نعم قالها كارل ماركس "الدين افيون الشعوب" وهي مقولة يحب البعض اسقاطها على كرة القدم لتعتبر بدورها اليوم افيون الشعوب لانها تخدر عقول الشباب وتلهيهم عن قضاياهم الاساسية فالعديد من الشعوب المسحوقة تجد في هذا الافيون متنفسا حقيقيا لهمومهم وقد تلعب الكرة احيانا ادوار اقوى من الادوار التي تضطلع بها السياسة علاوة على انها اصبحت صناعة قائمة بحد ذاتها تدولر محاورها حول استكشاف وصناعة النجوم وطرحهم في بورصة الكرة التي تتضخم ارقام اعمالها يوما بعد يوم . الى ذلك تعتبر متابعة مبارة في كرة القدم محلية كانت او دولية حدثا استثنائيا بكل المقاييس وبخاصة عندما تجمع الفرجة بين افراد الاسرة الواحدة وقد تجمع في المكان ذاته بين الاحباب والاعداء بل قد تكون هذه المبارة ذاتها سببا في خلق العداوة بين الاشخاص وبقدرما تتحول متابعة كرة القدم الى عرس وحفل سعيد بقدرما يمكن ان يتحول الى ماتم وشعور بالحزن لدى البعض . فهل اصبحت كرة القدم بالفعل افيون الشعوب الى حد ان تتحول الاسرة الى مضمار للتصارع بين محب لهذا الفريق وذاك وقد تقلب خلالها طاولات ويتم تبادل السب والضرب. ولجنا بعض البيوت دابت على متابعة مباريات كرة القدم على الشاشة الصغرى ومنها من اقتنى من اجل ذلك احدث الشاشات التلفزية فلا مراء في ان كرة القدم اضحت ظاهرة سوسيو-اقتصادية تستحق دراسات معمقة اكثر من حيث سلوك هواتها ومن حيث تصريفها في القنوات الاقتصادية لكل بلد ولعل البرازيل خاصة وبلدان امريكا الاتينية عموما خير دليل على ما بلغته كرة القدم من تاثير في الشعوب وفي كل القطاعات بما فيها السياسة . كما ان بورصة الاعبين تعد من انشط الاسواق المالية في العالم بما تطرحه من ارقام مما استدعى خلق فرع في علم الاقتصاد يعنى بالحكامة الرياضية جزءا من علم الاقتصاد الرياضي. وعلى اي حال يجب ان تخضع هذه الظاهرة لدراسة معمقة من طرف ذوي الاختصاص من علماء اجتماع ونفس واقتصاد وخبراء في الرياضة وفي التدبير الرياضي حتى يمكن الوقوف على مكامن والبحث عن السبل الكفيلة بتطهير وتخليق وتاهيل هذا القطاع الهام وحتى تتحول كرة القدم الى لعبة جميلة ونبيلة والى عنصر للتوحيد لا للتفرقة مروان عابيد/مراسل وكاتب صحفي [email protected]