ليس من المعقول أن تتوفر بلادنا على هيأة عليا للإعلام السمعي البصري تتولى متابعة كل ما يبث على شاشات وقنواتنا التلفزيونية . فالملاحظ أن العديد من هذه الوصلات تكرس صورة الطفل المشاغب والمتسخ والمهووس بالاستهلاك والوقح الذي يتلفظ بكلمات من قاموس لغة"الكبار"وبعبارات اكبر من سنه وبالتالي فهي تدفع بالطفل المتلقي إلى الاعتقاد بان "طفل الإشهار"لا يمثل وإنما هو النموذج الأمثل للطفل المثالي وهو ما يلعب دورا انحرافي خطير في بناء شخصية الطفل وقد يصل الأمر إلى حد الإغراء باستهلاك مواد مضرة بصحة الطفل أو على الإتيان بتصرفات مشينة مثل الوصلة الاشهارية التي تحرض التلاميذ على عصيان أساتذتهم وهي الوصلة التي تفضلت الهيأة العليا بتوقيف بتها . والسؤال المطروح وبين أيدينا قانون تنظيم القطاع السمعي البصري الذي يمنع مثل هذه التصرفات التي لا تزال وبشكل كبير في وسائلنا الاتصالاتية التي تدخل بيوتنا بدون استئذان ومن هنا نتساءل هل هناك لجان مراقبة تتولى مراقبة هذه الوصلات الاشهارية قبل بتها على الشاشة . فالأمر لا يتعلق بإشهار موجه إلى الكبار يمكن أن يتجاوبوا معه كما يمكن أن يرفضوه ويعتبروه مجرد إغراءات واغواءات تجارية هاجس أصحابها هو تحقيق الربح وإنما الأمر الأخطر يتعلق بناشئة في طور التكوين الفيزيولوجي والنفسي والذهني وهي بالتالي مهيأة للتصديق كل مايبث على الشاشة الصغيرة بدليل أن من بين الأغاني التي يحفظها الأطفال بكثافة أغاني الإعلانات الاشهارية التي سرعان مايتبنى الطفل خطابها المغري. مروان عابيد/مراسل وكاتب صحفي [email protected]