عرف إنجاز التطهير السائل انطلاقته الأولى مع تجربة التسيير الجماعي لسنة 1997، هذه الأخيرة التي سجلت بحضور رؤساء المصالح الخارجية في لقاء مع صاحب أول دراسة لمشروع التطهير السائل (موروثة عن المجلس السابق1992)، مجموعة من الملاحظات التقنية بخصوص الدراسة ، اضطر معها المكتب المسير 1997، اعتماد مكتب دراسة جديد، وبذلك تكون القيمة المالية للدراسة الأولى قد ذهبت سدى . ولازالت ساكنة أولادعياد تحتفظ بمفارقة غريبة آنذاك (1997)، وهي احتشادها الغفير أثناء انعقاد الدورة أمام مقر البلدية لإرغام المنتخبين على التصويت لصالح جدول الأعمال الذي من بين نقطه: التركيبة المالية للشطر الأول لدراسة مشروع تطهير السائل، وتم بالفعل إرغام المنتخبين على التصويت للصالح العام (التطهير السائل) !!!كما أنه كان بداية انطلاق أضخم دين على كاهل الجماعة لن ينتهي تسديده حتى نهاية 2017، واليوم 2010، وبعد إتمام إنجاز محطة معالجة المياه المستعملة فإن الملاحظات التقنية المسجلة مؤخرا بعد معاينة مباشرة أثبتت عدم جاهزيتها للعمل، المحطة عبارة عن ثلاثة مسابيح مهيئة لإعتماد تقنية التصفية الطبيعة أرضيتها تعرف شقوق عميقة وحوافيها منجرفة لا تسمح بتجمع الماء وتصفيته بل تتعمق في باطن الأرض وهو تهديد خطير للفرشات المائية، خاصة وأن المحطة محاطة باستغلاليات فلاحية صغرى، وأي تفعيل لها تهديد مباشر لرزق الفلاح الصغير والسلامة البيئية..وإعادة إصلاحها أمر غير ممكن في ظل فراغ ميزانية الجماعة ، وحالة الجمود والشلل الذي تعرفه، والأخطر من ذلك كله هو الإقدام الكثيف لأحياء ومنازل بعملية الربط بقنوات التطهير المنجزة، ورغم حالة الإحتباس التي تعرفها هذه القنوات وانبعاث روائح كريهة بين الأزقة والشوارع تهدد راحة السكان، فإن عمليات الربط مستمرة، ولن ننسى حادثة وفاة خمسة عمال الشركة التي أنجزت تطهير السائل بسبب الروائح الكريهة والسامة المنبعثة من قناة التطهير السائل الرئيسية في محاولتهم فتح فوهة القناة بعد إغلاقها وكذلك الإستعانة ببلدية الفقيه بن صالح لتسريح أحد القنوات الرئيسية التي ظلت تنبعث منها روائح كريهة. إن ضرورة مبادرة جديدة لإيجاد حل لمعضلة التطهير السائل هو في الحقيقية ضمان لسلامة المحيط البيئي والإنساني والتنموي لمدينة تعرف كوارث نائمة؟ !