هل هي بداية لأزمة بين العدالة والتنمية والحزب الشعبي الإسباني بعد اتفاقية الزراعة مع البرلمان الأوروبي ؟ انتقادات شديدة اللهجة وجهها أعداء الوحدة الترابية المغربية ،إلى البرلمان الأوروبي أثناء مصادقته على اتفاقية الزراعة مع المغرب ،وبأغلبية 398 صوتا ،جعل المتربصون لإفشالها يفكرون إلى اللجوء إلى المحكمة الأوروبية لإبطالها ومنهم بعض الجمعيات الإسبانية الخاصة بالمزارعين ومربي المواشي باعتبارها ضربة قوية لفرص الشغل، وأحزاب سياسية تريد توظيف النزاع حول الصحراء المغربية من شأنه أن يبدأ بالتسبب في أزمة بين الرباط ومدريد .مع العلم أن التمثيلية الوهمية لجبهة البوليساريو في بروكسيل أصدرت بيانا تحتج على إدماج منتوجات الصحراء في الاتفاقية ، كما تدعو الاتحاد الاروبي إلى عدم تسويق أي منتوج صيد أو زراعي أو غيره مصدره الصحراء،كما شهد البوق الإعلامي الإسباني بدوره نشاطا معاديا ،وخصصت له الإذاعات برامج خاصة ، والصحف افتتاحيات تتصدر صفحاتها ،رافضين لهذه الاتفاقية ، بدعوى أنها أكثر تضررا من غيرها. والتقرير في حد ذاته اتخذ منعطفا آخر بكون هذه الاتفاقية تشمل منطقة نزاع بين البوليساريو والمغرب كما ادعى ذلك أحزاب الخضر واليسار من شأنه أن يلغي هذه الاتفاقية كما تم إلغاء اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والإتحاد الأوروبي من قبل .كما أن الحكومة الإسبانية عبرت عن رفضها الشديد لها في الوقت الذي ترى فيه الحكومة المغربية بأن الأمر لا ينسجم مع العلاقة الودية بين الرباط ومدريد ، خاصة بعد الزيارة الأ خيرة لوزير الخارجية سعد الدين العثماني لإسبانيا ... كل هذه المستجدات في الاتفاقية من شأنها أن يخلق أزمة بين حكومة البلدين :حكومة الحزب الشعبي الإسباني المعادي لوحدتنا الترابية والمساند الرسمي للمرتزقة ،وحكومة الائتلاف برئاسة السيد عبد الإله بنكيران. نستنتج من كل هذا أن الأعداء يحاولون عرقلة أية تسوية سياسية مع المغرب لان هدفهم هو تعكير الجو للعلاقة المغربية مع دول العالم ، مستغلين في ذلك هذا الوضع وفق أجندة خارجية ليس في صالحها استقرار الأوضاع في المغرب ..كما نطالب من اللقاءات المرتقبة لدول الإتحاد ألمغاربي ،إجهاض مثل هذه المحاولات التي تعرقل التسوية السياسية بين المغرب والبوليساريو ،كما فرملت اجتماعات الإتحاد ألمغاربي ، إذ لولاها ،قد نصل إلى أبعد نقطة مما كان منتظرا من الإتحاد .كما نتمنى من الحكومات الجديدة ،التي عصفت بها رياح التغيير ، ونسيم العربي العربي ،أن توقف كل المؤامرات ضد وحدة شمال إفريقيا ،واسترجاع تاريخها العريق......