تتالت الاحداث في العالم العربي و تلاحقت بوتيرة متسارعة كالنار في الهشيم ,سقط بنعلي الذي لم يفهم شيئا طوال 32عاما ولما بدا يفهم حسب مقولته المشهورة "فهمتكم فهمتكم " كان الوقت قد فات ,تبعه مبارك الذي من فرط صدمته انتكس و تعلق بارض الفراعنة حد الجنون الى درجة انه صار ياتي الى المحكمة في سريره الابيض ,تبعهماالقدافي الذي لم يكن يتخيل قيد حياته ان يوما سياتي يستجدي فيه من كان يحسبهم جردانا ,اما عبد الله صالح فقد تمسك بالسلطة و عض عليها بناجديه بدريعة انه وحده القادر على التصدي لفلول القاعدة التي ستنبت من بين فجاج و اودية اليمن و افنى من اجل ذلك ارواحا بريئة ودمر اقتصاد و مستقبل بلد بكامله ,ومثله يصنع بشار الاسد في سوريا حيث حول مياه بردى دماء و ساحات دمشق و حمص و درعا ,, مقابر للاطفال , انه الربيع العربي الذي ابتدا عندما لم يفهم الحكام العرب وصايا "مادلين اولبرايت 'لما نصحتهم باعادة ترتيب بيوتهم ام انها ستتكفل بترتيبهابنفسها ,لم يفهم الحكام العرب الخطاب في وقته بل لم يريدوا فهمه بالمطلق لانهم كانوا متيقنين من انهم يحكمون شعوبا طيعة و نمورا في اليوم العاشر ,انه عمى السلطة و الجبروت ,ان ما حدث لاحقا كان بالنسبة لهم ضربا من الخيال و المستحيل . حدث ما حدث وبدون شك سيحدث ما سيحدث في بلدان عربية اخرى كثيرة ,و السؤال الذي سيبقى مطروحا هو هل ما حدث ثورات للشعوب ?ان الثورات كما هو متعارف يكون لها هدف و منظرون و اديولوجيات و قواد , فاين همةقواد الثورات العربية الحالية و اديولوجياتها ?هل شباب الفايسبوك اين هم الان و ماهي المواقع التي يحتلونها ضمن اجنداتها ?اني لاتساءل من صميم قلبي عن سر اختفاء الفاعلين الاساسيين المحركين لهذه الثورات و قفزالوجوه المالوفة في اغلب البلدان التي عاشت هذه الاحداث الى الواجهة مثل نائب الرئيس اليمني و مضطفى عبد الجليل و المشير طنطاوي ,اليست هذه مؤشرات كافية للاعتقاد بان وراء الكواليس ما وراءها و ان الامبريالية العالمية سئمت وجوها مبتدلة متشبتة بالسلطة حد الجنون لا تريد ان تتغيرو لذلك وجب التضحية بها للحفاظ على مصالحها ? اسئلة كثيرة و عديدة تنتظر ان يكشف القادم من الايام اسرارها , فالكلمة للتاريخ وحده و للايام القادمة'