نام الليل دات مساء .. اسدل للهجيع اهدابه في كبرياء . قدر فوق النار تغلي .. جمر تحته كطالدماء .. طفل يبكي يخترق انينه جوف السماء.. يبكي ...يبكي .. ثم يبكي.. فيبكي لبكائه البكاء. مرضع ثكلى تمسح القدر بعينيها و وجه الطفل بكف اثقلها الشقاء. سوف ياتي الفاروق هدا المساء ممتطيا جوادا عربيا كي يزرع في حوشنا اشجار الزيتون و اللوز و يبدر الامل في حينا و شيئا من الكبرياء . نم يا قرة العين و يا قسطا من معاناة الانبياء . نم ..فانت الرجاء . نم .. فالفاروق سياتينا قبل طلوع الفجر بالقمح و اكياس الحنطة و حبات الدواء . يوسف في الجب تدلى سبح لله وصلى فلم يمسسه سوء ... لم يبلله ماء. سوف ياتي الفاروق قبل الشروق و في يده الخبز و الزيت .... و القبل. سينزل كالماء من بين السحاب او ينبت كالعشب من جوف التراب ليجلس في حوشنا القرفصاء و يقص علينا قصص الانبياء . سيقدم باقات الورد لنا و الياسمين و عطر القرنفل الفرنسي وينبانا بالاوقات التي تتقلص فيها المسافة بين الارض و السماء . لن ينسانايا بني الفاروق في صلواته لن ينسانا في الدعاء . للفاروق كف سحرية تنحني هامات الجبال لها تسجد و تهللمن نورها الاحجار و موج البحار .. تمسح الجوع من الارض ..بها كما يمسح لحيته البيضاء. نم..قرير العين ..نم .. فقد ياتي الفاروق هدا المساء . مات الليل و في الافق الظلام انتحرا.. مات القدر و في الهواء ماؤه تبخرا لم يات الفاروق .. لم يات عنترة .. عبلة تبكي تريد ان تتحررا و ابن عمها في الصحراء تاه... تاه..تاه.. تاه.. فابك .. يا عزيزي ..ابك..ابك..ابك ان البكاء عزاء.