في خضم الأحتجاجات الشعبية, التي عمت المغرب مؤخرا. للمطالبة بالأصلاح الدستوري , ومحاربة الفساد والرشوة, و الحق في الشغل. والتي أفرزت حراكا اجتماعيا, وسياسيا كبيرا.أسال الكثير من الحبر. حول مستقبل المغرب,وماذا ينبغي أن يكون عليه المغرب .أطرح السؤال التالي: أين هم شعراء المغرب من هذا الزخم الهائل الذي شكله المغاربة بأجسادهم وحناجرهم على طول خارطة المغرب؟هل غادروا الى كوكب بعيد؟ أم يستمتعون بالتفرج علي الواقع المريض من أبراجهم العاجية؟ مافائدة القصيدة اذا لم تلهب بسياطها ظهر الفساد؟اذا لم تلعلع كالرصاص في وجه المفسدين في الارض؟ اذا لم ترفع همم الناس عاليا ؟مافائدة المئات من العناوين الشعرية التي تصدرها دور النشر؟ اذا لم تتضمن قصيدة نارية واحدة يحترق بلضاها كيان الحكومة. وتستيقض بفعل كلماتها العقول النائمة؟لمن يكتب الشعراء المغاربة؟ علي مر العصور تجد الشاعر منكبا على هموم مجتمعه.يعكس ألامه وأحلامه. ويثور بشعره ضد من يسرق قوت يومه. مستوفيا في قصائده جميع الاغراض الشعرية .اما في مغربنا الحالي ,حبانا الله بشعراء مبدعين. ينحتون من صخور اللغة تماثيلا وأشكالا عجيبة .يطيرون بنا في سماوات بعيدة. لكنهم يخافون من كتابة قصيدة صريحة. تقول للمفسد في وجهه: أنت مفسد !توقف عن الفساد؟ وتقول لسارقي الخبز من أفواه الفقراء: توقفوا؟ فقت ضاقت بجرائمكم قلوب البلاد والعباد.قصيدة تلعن الزمن الوضيع .و تفضح قراصنة المال العام وبرامجهم الخادعة . اذا انعدمت الجرأة عند شعرائنا المغاربة . لكتابة مثل هذه القصيدة. خوفا من غرفة التحقيق المظلمة. فليقدموا استقالاتهم من ميدان الشعر.لان مملكة الشعر لا تقبل الجبناء ولا تسمح بحجب الحقيقة. شعراؤنا سيلفظهم التاريخ لأنهم لم يسجلوا أسمائهم في سجله. يختار شعراؤنا المغاربة الأجواء المعتدلة. لكتابة قصائد نص نص, أو نص كم. للأفلات من رادار الرقيب. وضمانا للسيرة الحسنة. وما يليها من موائد عشاء وافطارات حكومية. لذا تجد قصائد شعرائنا مدهشة, من حيث التصوير, وبديعة من حيث الأستعارات البلاغية. تنال الاعجاب من الأكاديميين. وتحصد الجوائز الدولية . لكنها لاتلامس الجرح المغربي الذي مايزال ينزف ولا تهاجم الفساد. رحل الشاعر الكبير نزار قباني الذي كانت ترتعد فرائص الانظمة العربية من قصائده فهل من شاعر مغربي يسلك نهجه في الكتابة ولو لقصيدة واحدة .