ونكتب.. وصدقا، في حلم بحلم لا أنا فيه على البر ولا فوق الماء.. في جنان يعبر السبيل، بدوره لا هو على الأرض ولا هو في السماء بشجر كثير..وكثيف.. هبة تعبر السبيل وقت الخريف.. إستوقفتني امرأة في مقتبل العمر، قرب باب الشغل.. بلباس وحذاء أبيض، علامة زوجة لزوج الله يرحم.. تسأل.. من فضلك أيها الرجل أين أجد كاتبا عموميا.. رديت دون تردد. وإلا كان التردد سيغضب. أديت أولا الواجب بأدب، -''عظم الله الأجر سيدتي ولقد وجدت الكاتب العمومي الذي تبحثين عنه.. هو الأن أمامك في الخدمة..شغال يكتب -''هل أنت كاتب عمومي..؟ -''نعم سيدتي أنا كاتب عمومي وفي الخدمة..ونكتب.. 24 على 24 و7 ايام على 7 واشتغل في اليوم الثامن.. ردت السيدة بتعجب وكأنها تحلم..كما أحلم.. -''سبحان الله.. وجدتني أدعو الله أن يسهل الأمور..وأين مكتبك؟ رفعت قليلا محفظتى إلى صدري مشيرا إليها هذا هو مكتبي.. هنا الكرسي والمنضدة والورق والقلم.. أكتب أولا بقلم الرصاص أصحح به الوضع.. ثم أدون المصحح بقلم الحبر السائل الأسود.. من الصين مستورد -''وأين تشتغل..؟ -''ولا عليك سيدتي لا تحملي هما من هم مكان الشغل. أشتغل في الهواء الطلق وعلى أرض الله الواسعة،ما أمرك..؟ وأي شغل يلزمك من الكاتب العمومي..فشبيك لبيك إن أكثر ما يكره الكاتب العمومي هو التأخر عن بداية الشغل.. تفضلي نختار من ارض الله الواسعة اي مكان ملائم نشتعل فيه بالكتابة العمومية المتداولة بين عامة الشعب في الشارع أو في الزقاق.. أو على مجاري الطرقات والمسافات الطويلة العابرة للكون عبر البر والبحر والفضاء.. والفاصلة بيني وبينك وبيننا وبينهم.. ونكتب.. نكتب عن حلم لا يهدأ له بال.. عصفور قد ينجو بعمره لشهور أو فراشة في يومها تموت وحلم يتقمص ظلي بالنهار ويسكنني في الليل.. ونكتب.. ونشهد أننا مرينا يوما من هنا وكتبنا إسمك زائد إسمي يساوي الحب.. بالعربي،أو بالفرنسي بالإنجليزي، بالشرقي أو الغربي بالشمالي أوالجنوبي و بكتابة الصم والبكم والعمي الحب هو الخريف لا عفوا الخريف هو الحب لا نسيت.. هما معا..كل الحب رجع الخريف..وانتم المصطفى الكرمي. خريف هذا العام