.. نزلتْ بالمظلات قبيْل نهاية الغسق ، جحافلُ الجراد بأعداد .. وقبل أن يهلّ نور الفلق ، كانت الأرض تئنّ من وجع العقم والسؤال ، وكان الجراد قد طار خلسة إلى مصايف الشمال . هبّ المخدوعون مذعورين من بعد بيات ،، نفضوا عن أعينهم الحولاء غبش السبات .. شمّروا عن سواعدَ هدّتها آفة الهزال ، واستنبتوا الأرض بعد يباس عضال .. طلع نبات خلاسي ، ما هوأحمر ، ولا أخضر .. ولا حتى بلون الرماد . وحين تعجبوا ، صكّتْ أسماعَهم ضحكةُ أشبه بأزيز الجراد عبد اللطيف الهدار