بلغ عدد ضحايا سم العقارب بالمغرب، خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الجارية، 3208 حالة أدت 19 منها إلى الوفاة. وحسب المركز الوطني لمحاربة التسمم بالرباط فإن أزيد من 30 في المائة من مجموع التسممات تحدث بسبب \"لسع العقارب\"، وذلك بمعدل 4 حالات وفاة لكل ألف لسعة. وتشير إحصائيات المركز الوطني لمحاربة التسمم إلى أن 95 في المائة من ضحايا لسع العقارب هم أطفال تقل أعمارهم عن خمسة عشر سنة. وحسب كتيب أصدره المركز، بهدف توعية المواطنين بخطورة لسعات العقارب، فإن هذه الأخيرة تتكاثر في العديد من مناطق المغرب وتسمى \"المناطق الحمراء\"، لكنها لا تشكل خطرا إلا في بعضها. وتأتي جهة مراكش تانسيفت الحوز في المرتبة الأولى من حيث عدد حالات اللسع، حيث بلغ عدد ضحايا العقارببمراكش منذ بداية السنة إلى غاية شهر ماي المنصرم 5 حالات وتم تسجيل 4 بإقليم قلعة السراغنة. وجاءت جهة الشاوية ورديغة في المرتبة الثانية ب4 حالات مسجلة بخريبكة وواحدة بسطات، وتلتها جهة دكالة عبدة بحالة وفاة واحدة بكل من الجديدة وآسفي. ثم جهات فاس بولمان وسوس ماسة درعة وتادلة أزيلال، حيث تم تسجيل حالة وفاة واحدة خلال هذا العام في كل من مدن الصويرة وبني ملال وأكادير. وفيما بلغ عدد حالات اللسع خلال العام الماضي 25788 حالة، فإن الدكتورة غزلان العوفير، الأخصائية في التسممات بالمركز، تتوقع أن يتزايد هذا العدد نظرا لكميات الأمطار التي شهدتها البلاد خلال هذه السنة، موضحة أن رطوبة التربة تساعد على تكاثر العقارب، خاصة في المناطق الواقعة ما بين المحيط الأطلسي وجبال الأطلس. وتصبح العقارب كابوسا حقيقا في المناطق الجنوبية شديدة الحرارة، خلال أشهر الصيف، خصوصا في المناطق المحاطة بالغابات أو بالنباتات الشوكية. وأضافت العوفير، في تصريح ل\"أخبار اليوم\"، أنه يوجد بالمغرب أكثر من 30 نوعا من العقارب، لكن نوعا واحدا منها هو الأخطر، وهو الأسود واسمه Androctonus Mauretanicus، وزادت موضحة أن العقارب تتكاثر في الصيف ما بين شهري ماي وأكتوبر، وتصل إلى أوج نشاطها في شهري يوليوز وغشت. كيف نحمي أنفسنا من لسعة العقرب؟ * العقرب طويلة المقارض معروف عنها أنها لا تحفر الجحور ولكنها تختبئ في النهار بين الصخور والشجيرات والنباتات الجافة وتحت الأنقاض، وتخرج ليلاً للبحث عن الغذاء، وتتواجد في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. العقارب بشكل عام تشكل مصدر فزع للإنسان وهي بالرغم من صغر حجمها إلا أنها سامة ومؤذية للإنسان، غير أن هناك عقارب لسعتها لا تتعدى لسعة النحلة. ويوجد على مستوى العالم أكثر من 1500 نوع من العقارب، 50 منها فقط هي التي تؤذي الإنسان. ويتركب السم من أنزيمات ومركبات بعضها يسبب الآلام المبرحة للملسوع، ومركبات أخرى تؤثر على الجهاز العصبي، حيث تخدر الجسم وتسبب له الاضطراب في التنفس وهبوطا في القلب. وتبلغ الآلام والاضطرابات أشدها بعد تقريباً ساعة من اللسعة، وتستمر لمدة ساعة أو ساعتين يبدأ بعدها التحسن، وينتهي كل شيء بعد يومين أو ثلاثة. وتختلف حساسية الناس للسم حسب العمر والوزن، فالصغار وكبار السن أكثر تأثراً بالسم. الصغار لصغر وزنهمأ حيث يكون تركيز السم في أجسامهم أكثر، والكبار لضعف مناعة أجسامهم. والأعراض التي تصيب الملسوع تختلف من شخص للآخر. وسائل مكافحة العقارب: - إزالة الأعشاب المتواجدة قرب البيوت. - تبليط حيطان المنزل لتصبح ملساء على ارتفاع متر على الأقل. - ترتيب الأمتعة غير المستعملة والتخلص مما هو غير صالح. - تربية الدواجن التي تقتات على العقارب. وسائل الوقاية من اللسعة : - ارتداء أحذية مغلوقة ولو في فصل الصيف. - فحص الأحذية، الملابس والفراش قبل استعمالها. - الحذر أثناء تحريك أو نقل الأحجار، الأثاث، الأخشاب أو الأعشاب. - استعمال مصابيح يدوية عند انعدام وجود الكهرباء للبحث عن العقارب ليلا. ما يجب عمله عند وقوع اللسعة: - إزالة العقرب من الملابس، الأحذية، الفراش وقتله. - إخراج المصاب من المكان الذي لسع فيه. - ملاحظة حجم ولون العقرب. - تحديد ساعة وقوع اللسعة. - حمل المصاب إلى أقرب نقطة طبية. علامات التسمم: - ارتفاع أو انخفاض درجة حرارة جسم المصاب. - قيء ووجع في البطن وإسهال. - عرق وارتعاش. - اضطرابات في دقات القلب وفي التنفس. ما يجب تجنبه: يجب تفادي اللجوء إلى بعض العادات والمعتقدات الخاطئة، من قبيل: البزغ، التشراط، الامتصاص، ربط العضو، طلي موضع اللسع بالحناء أو بعض الأعشاب أو غاز البوتان... -------------------- * عن المركز المغربي لمحاربة التسمم --------------------------