حذر المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية من المخاطر التي تحدثها لسعات العقارب في المناطق القروية، ففي التقرير الذي توصلت «المساء» بنسخة منه، تحتل لسعات العقارب المرتبة الأولى من مجموع التسممات بما يفوق 30 في المائة، وفي جل الحالات تلسع العقارب داخل البيوت بنسبة 70 في المائة، وتتسبب في 4 حالات وفاة لكل ألف لسعة. وبحسب التقرير تحتل جهة مراكش تانسيفت الحوز ودكالة عبدة وجهة تادلة أزيلال والشاوية ورديغة وسوس ماسة درعة المراتب الأولى من حيث ارتفاع حالات الإصابة بلسعات العقارب، على اعتبار خصوصيات هذه المناطق التي تتميز بدرجة حرارة جد مرتفعة في فصل الصيف، وكذا نظرا لبعدها عن المستشفيات والمراكز الصحية مما يشكل خطرا على صحة المواطنين. وقد أكدت الدكتورة العوفير غزلان، أن عدد الإصابات بلسعات العقارب قد وصل في سنة 2010 إلى حوالي 29 ألف حالة. وأضافت المكلفة بقسم الإحصاء، في ما يخص لسعات العقارب بالمركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، أن المشكل الذي يعترض المركز يتعلق بتأخر التصريحات الخاصة بعدد الإصابات لهذه السنة. وتتجلى طريقة عمل المركز حسب العوفير، في استقباله لتصريحات المصابين من مختلف المندوبيات الإقليمية التابعة لوزارة الصحة، حيث يقوم المركز بمقاربتها على الصعيد الوطني. وأضافت العوفير غزلان أن النظام الجديد الذي يعمل به المركز ساعد كثيرا على ارتفاع نسبة التصاريح بخصوص عدد الإصابات، حيث انتقلت من 100 حالة إلى 30 ألف حالة صرحت بتعرضها للسعة عقرب. وتختلف لسعات العقارب من شخص لآخر، إذ تضيف الدكتورة أن 90 في المائة من عدد المصابين يتعرضون للسعة بيضاء، تتسبب في حمرة موضعية وقليل من الألم و10 في المائة منهم يصابون بأعراض كالتقيؤ أو ألم في البطن، أو إسهال. وتتجلى الاستراتيجية التي ينهجها المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية التابع لوزارة الصحة، لتوعية المواطنين بمخاطر العقارب في المناطق النائية، في قيامه بحملات تحسيسية وتوعية المواطنين بالأماكن التي تتواجد بها العقارب وبضرورة تربية بعض الحيوانات كالدواجن التي تقتات على هذا النوع من الحشرات. أما بالنسبة للأمصال ودورها في علاج لسعات العقارب، فقد أكدت العوفير أن المصل الذي كان يستعمل لعلاج هذه اللسعات لم يكن في صالح المريض، إذ في غالب الأحيان كان يتسبب في أعراض جانبية قد تؤدي في ما بعد إلى الوفاة. يذكر أن وزارة الصحة نهجت استراتيجية لمحاربة لسعات العقارب والتسممات الناتجة عنها، منذ عام 2001. غير أنها لم تحقق بعد النتائج المتوخاة منها، إذ تحتل لسعات العقارب المرتبة الأولى من مجموع حالات التسمم المختلفة بالمغرب، بنسبة 30 في المائة، وتشكل خطرا كبيرا على الأطفال، إذ تشكل نسبة الوفيات بها بينهم حوالي 90 في المائة من مجموع الوفيات.