بسم الله الرحمن الرحيم العالم العلم محي السنة وقامع البدعة العلامة عبد الرحمان بن محمد بن إبراهيم النتيفي الجعفري ينتهي نسبه إلى زينب بنت فاطمة رضي الله عنها. ولد سنة 1303ه بقرية المقاديد قبيلة هنتيفة حفظ القرآن في صغره، وفي سنة 1316ه أكمل قراءة الكسائي وحمزة.وفي سنة 1319ه بدأ قراءة العلم. فأخذ عن العالم بوشعيب البهلولي والعالم الفاطمي الشرايبي والعالم محمد التهامي كنون والعالم محمد بن جعفر الكتاني والعالم محمد بن الحاج وغيرهم كثير. وتتلمذ عليه جمع منهم العالم قاضي مراكش جعفر النتيفي والعالم عباس المعداني والفقيه علال التدلاوي وغيرهم من القضاة والعدول والأعلام. حج وجاهد الاحتلال الفرنسي وحضر مواقع عدة ثم جلس لينشر العلم ويرفع الجهل ويحيي الإسلام والسنة في القبائل البربرية خاصة، فنفع الله تعالى به. فقد بصره فعوضه الله تعالى بنور البصيرة فكان آية في الذكاء وقوة الحفظ يسرد مئات الأحاديث بأسانيدها عن ظهر قلب، كان من أرباب المناظرة والجدال ظهر فيها علمه وفضله. عرف بمواقفه العزيزة في الذب عن السنة ونصرة المنهج السلفي في الاعتقاد والاستدلال، كان بحق من مجتهدي الزمان لا يتقيد بمذهب بل يدور مع الدليل. كان صاحب أخلاق فاضلة، طيب الأعراف، جميل المعاشرة، عذب الفكاهة، مليح النادرة، غاية في الجود والكرم. أثنى عليه جمع من أهل العلم قال أبو شعيب الدكالي: الألمعي الذكي الحافظ اللودعي الفقيه. وقال ابن الخياط: الفقيه الأجل المدرس المحقق النفاعة المبارك الأمثل. وممن أثنى عليه المؤرخ العلامة ابن زيدان والعلامة محمد بن العربي العلوي شيخ العلامة تقي الدين الهلالي رحمه الله. ولو تتبعنا من أثنى عليه لخرجنا عن المقصود. مؤلفاته سارت بها الركبان منها: الاقتصار في جواز الشكوى والانتصار.رد فيه على جماعة من المتصوفة. الاستفاضة في أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يرى بعد وفاته يقظة. رد فيه على السيوطي. الذكر الملحوظ في نفي رؤية اللوح المحفوظ. رد فيه على المتصوفة.وله كتب عدة في الرد عليهم. السيف المسلول في الرد على من حكم بتضليل من ترك السيادة في صلاة الرسول. الأبحاث البيضاء مع الشيخين عبده ورشيد رضا. وهو رد على بعض آرائهما.وله كتاب آخر في الرد عليهما في تعدد الزوجات. الفائدة المسموعة في لزوم الواحدة في الثلاث المجموعة. وهو حول الطلاق الثلاث في كلمة واحدة. إرشاد الحيارى في تحريم زي النصارى. القول المؤيد في أن التيمم يرفع الحدث الرفع المقيد. أوثق العرى في الأحكام المتعلقة بالشورى. ومؤلفات الشيخ كثيرة متنوعة أغلبها في الرد على أهل الأهواء. توفي الشيخ رحمه الله ليلة الثلاثاء 23 ذي القعدة عام 1385ه بعد مرض دام سنوات أوصى بعدم البناء على قبره، وتأبينه، وكانت جنازته مشهودة. وإليكم هذه الترجمة للشيخ كتبها الأستاذ محمد زحل، والتي نشرت بمجلة الفرقان المغربية العدد 15 -16 السنة الرابعة، كان أحد الأحباب من المغرب قد قام بتصويرها حمو علي حسن الصوافي كمال