بني عياط : معارك سيدي علي بن ابراهيم من البطولات الخالدة لمواجهة الاحتلال الفرنسي مدخل : هل التاريخ كل ماهو معروض علينا من كتب المكتبات وفي رفوفها ام ان داكرة الانسان المغربي ما زالت تحتفظ لنا بالشيء الكثير . وهل هي قادرة على اعادة النظر في ملفات كبرى كملف النظال الوطني ومن له الاحقية بالتباهي بدلك. وهل مناطق اقليم ازيلال نالت نصيبها من الدراسة والتمحيص والى اي حد يمكننا الحديث عن الموضوعية ورد الاعتبار للشهداء الابرار الدين دفعوا ارواحهم قربانا لحرية هدا البلد. الم يحن الوقت لندونهم بمدا د من دهب في صفحات خالدة ونحتفي بهم وبملاحهم البطولية التي رسموها بمختلف انحاء هدا الاقليم والتي طواها النسيان فغابت عن الحدث التاريخي والبحث الاكاديمي .تلك مجموعة من الاسئلة المشروعة نود طرحها من داخل هدا الركن لكل غيور على هدا الاقليم للانخراط في ا عادة الاعتبار للداكرة المنسية عبر البحث والمساءلة لبعض رموز المنطقة. في هدا الاطار سنتطرق في هدا المحور لداكرة من الدكريات المنسية والخالدة التي سجلها سكان بني عياط ضد الاحتلال الفرنسي والتي تتمثل في معارك سيدي علي بن ابراهيم. كانت ا يام ( 27.28.29.) ابريل من سنة 1913 اياما عرفت فيها منطقة سيدي علي بن ابراهيم معارك طاحنة كانت من اعنف المعارك التي خاضها سكان هده المنطقة ضد الاحتلال الفرنسي في مرحلة غزو المغرب . وقد سجل فيها هؤلاء انتصارا باهرا على تلك القوات الفرنسية . مماادى الى توقف الغزو بعد انهزامها في هده المعارك ولم يستانف الا في اواخر سنة 1916 اي ان هدا التوقف دام مدة تزيد عن ثلاث سنوات ونصف. وادا كانت هده المعارك لم تحظ لحد الان على حد علمنا بالاهتمام اللازم من طرف المؤرخين والباحثين ادا استثنينا بعض الاشارات هنا وهناك ( الحسين ايت عيسى يبقى الاكثر اهتماما وتطرقا للموضوع) الى جانب الرواية الشعبية التي مازال بعض السكان يتدكرونها بكل فخر واعتزاز. وتشير المصادر الاجنبية المطلعة الى ان قوات الكولونيل مانجان قائد الفرقة المتنفلة لتادلة بعد اصطدامها بمجاهدي المنطقة يوم 17 ابريل 1913 بمشرع سيدي صالح في اولاد ا يلول بسهل بني موسى ويوم 26 ابريل بمشرع العين الزركة باولاد اعريف بين سوق السبت والفقيه بن صالح حيث خسرت قوات الاحتلال في هدا الاصطدام الاحير 4 قتلى وبلغ عدد جرحاها 27 جريحا من بينهم الكولونيل مانجان نفسه واليوطنان ارنو . وبعد ان اقتنعت بان اخضاع تادلة لن يكون الا بالقضاء على حركة الجبل انتقلت الى سيدي علي بن ابراهيم حيث تكون تجمع ضخم من سكان الجبل وفي مقدمتهم مجاهد وا بني عياط . ايت اعتاب . ايت بوزيد . ايت عطا نومالو لمعاقبتهم وقد نشبت بين الطرفين ايام 27. 28و 29 ابريل ليل نهار معارك عنيفة اصبحت فيها المواجهة احيانا جسما لجسم . ولتكوين فكرة شمولية عن حدة هده المعارك وعن الهزيمة التي منيت بها قوات الاحتلال خلالها نورد بعض الشهادات لعدد من القادة الفرنسيين والعسكريين انفسهم. فقد دكر القبطان كورني في كتابه \" الى غزو المغرب الجنوبي مع فرقة مانجان\" بان سكان الجبل ايت عياض وايت عطا وايت بوزيد وايت عتاب قد برهنوا في سيدي علي بن ابراهيم عن شجاعة مرعبة في الكفاح وخسرت في هده الاشتباكات الاربعة والثلاثين قتيلا وسبعين جريحا وقد وجد من رجالنا صرعى بالخناجر في خنادق يوم 28 ابريل وفي نفس الليلة خاض السينغاليون المتواجدون في الجبهة الامامية بالاطلس عدة معارك عنيفة جسما لجسم للتخلص من خصومهم الدين تسلقوا صخورا منيعة وترك بعض القتلى من السود في الميدان ليلا. وفي اشارته الى نتائج هده المعارك اكد الجنرال كيوم في كتابه \" البربر المغاربة وتهدئة الاطلس المركزي\" بان عدد قتلاهم في سيدي علي بن ابراهيم كان كبيرا جدا وبانهم لم يستطيعوا حمل هؤلاء القتلى الدين تركت جثتهم في عين المكان الشيء الدي اعتبره سكان المنطقة انتصارا وهم يلاحظون هدا التراجع في هده المواجهة التي دامت ثلاثة ايام ابانوا خلالها اكثر مما كان عليه الامر في بني ملال عن عدوانية شديدة . ويقول الكولوبدنيل فوانو في كتابه \" الاثار المجيدة للقائمين على تهدئة المغرب \" وفي اليوم الموالي لمعركة العين الزركة فاجا مانجان سكان الجبل بسيدي علي بن براهيم وقد دامت هده المعركة حتى الليل وكلفتنا 18 قتيلا من بينهم القبطان \" ركيتون\" و41 جريحا وقد تضمن امر المقيم العام رقم 41 المؤرخ في 30 يونيو 1913 معلومات مفصلة عن قتلى قوات الاحتلال في معارك سيدي علي بن ابراهيم والدي اقتصر على تعداد القتلى والبالغ عددهم 28 قتيلا من بين العاملين في الجيش النظامي الفرنسي الدي يتكون بالاضافة الى الضباط والجنود الفرنسيين من المجندين من الجزائر والسينغال والمغرب وغالبا مايضطر الفرنسيين لضرب المغاربة باخوانهم وهدا ما لم يخفيه الجنرال كيوم حين قال في كتابه السالف . وفي مقابل دلك لم تتردد في اللجوء الى القبائل غداة خضوعها مباشرة فكل وثبة الى الامام تكسب صفوفنا عناصر جديدة ممتازة . وفي نفس الوقت فان رغبتنا المشروعة في الحد من الخسائر بين قواتنا النظامية تحتنا على ان نستخدم القوات الاضافية على نطاق واسع . وبالنظر الى كون هده المعارك قد تمت في نفس المكان والزمان فلم تجني من ورائها غير الهزية وخيبة الامل بشهادة قاداتها الدين يصفون هده المعارك بمحنة سيدي علي ابن ابراهيم . ويحمل القبطان كورني مرابطي زاوية سيدي علي بن ابراهيم مسؤولية خاصة قي هده الاحداث وبطبيعة الحال فان قبائل ايت عاض وايت اعتاب وايت بوزيد وايت عطا وغيرهم من القبائل المجاورة وقبائل سهل بني موسى غير الخاضعة او الفارة الى الجبال . وقد خسر المجاهدون نخبة من الشهداء الابرار وقد شاركت المراة بجانب اخيها الرجل وقد سقطت شهيدة في 13 سنة وعجوز وجدت معها في حمالتها مزودة بالرصاص . ساكنة المنطقة يكفيها فخرا هدا الانتصار الباهر الدي حققته في هده المعركة ضد قوات الاحتلال. المولوع . ع. العزيز الهوامش جريد ة منبر ايت اعتاب العدد 02 سنة 2000 في مقال للحسين ايت عيسى بعض الشهادات للرواية الشعبية