جماعة بني عياط التابعة إداريا لإقليم أزيلال و الذي تبعد عنه بحوالي 60 كلم وعن مدينة بني ملال ب 27 كلم .جماعة تعتمد ساكنتها في أنشطتها الإقتصادية على الفلاحة وتربية الماشية .حيث عانت الويلات في السنوات الأخيرة بسبب توالي سنوات الجفاف .جماعة تعد من أفقر الجماعات من حيث مداخيلها المحدودة التي تعتمد أساسا على عائدات السوق الأسبوعي وبعض دكاكين الكراء وإعانات الدولة . مشاكل عديدة و حلول غائبة نظرا لموقعها الجغرافي وامتدادها لمنطقة الدير بسهل تادلة وقربها من سد بين الويدان وتووفرها على العديد من أراضي سقوية بإمكانها أن تكون شرايين فلاحية من شأنها المساهمة في النسيج الإقتصادي المحلي و الوطني ، بدل الإستغلال المفرط لساكنتها في كل عملية انتخابية واداء ضربة الوعود الزائفة ولهدا نقف على مجموعة من القطاعات بالجماعة لملامسة المشاكل المرتبطة بها و التي تبقى المجالس المتعاقبة على تسيير الشأن المحلي عاجزة على إيجاد حلول ناجعة لها . السوق الأسبوعي و الفوضى العارمة باعتباره مصدرا مهما لمداخيل الجماعة كان من المفروض على القائمين على التسيير وضع السوق الأسبوعي ضمن أولوياتهم تبعا للحاجيات الضرورية للجماعة ، فهدا السوق الدي أنجز مند البدايات الأولى للإستقلال ، فبالإضافة إلى ضيقه فجل مرافقه لم تعد صالحة للإستغلال فالمجزرة مثلا تعج بكل انواع الروائح الكريهة وتبقى أرضيتها مثقلة بكل مخلفات الدبائح في غياب قنوات الصرف الصحي كما أن اللحوم تعرض في وسط تغيب فيه أدنى شروط السلامة الصحية حيث الأزبال و الحشرات الناقلة للأمراض ، كما أن حركية الدواب تخلق فوضى عارمة بسبب تحول الإسطبل المخصص لإيوائها إلى مزبلة مما يعسر مهمة تبضع رواد هذا السوق . في ظل هذا الواقع الذي يعاني سوء التدبير و التسيير الأمر الذي يطرح مجمووعة من الأسئلة المشروعة حول مداخيل هدا السوق و التي لا يستفيذ منها في عمليات الترميم والإصلاح و التنظيم ولما لا التفكير في خلق سوق نمودجي يتماشى والنمو السكاني الذي تعرفه المنطقة . مشاكل فلاحية دائمة تشكل منطقة بني عياط جزءا من سهل تادلة حيث تنقسم الأراضي الصالحة للزراعة بالجماعة إلى مسقية تناهز حوالي 20٪ و 80٪ من الأراضي البورية تعتمد على التساقطات المطرية مما يجعل النشاط الفلاحي ينحصر في ممارسة الزراعات الشتوية وانتاجه رهين بالتقلبات المناخية .وتبقى أهم المزروعات الحبوب و القطاني و الشعير أما الأشجار المثمرة فتنتشر أشجار الزيتون و اللوز و الخروب على مساحات مهمة وهذه المنطقة معروفة بجودة زيت زيتونها. أما قطاع المواشي فجميع الأصناف تتم تربيتها بالمنطقة وإن كان هذا القطاع يلعب دورا مهما بالنسبة لفلاحي الجماعة وموردا تكميليا إلى جانب الزراعة فإنه تراجع انتاجه تحت ضربة توالي سنوات الجفاف وزيادة الأعلاف وغياب التأطير . إن الفلاح بجماعة بني عياط يواجه صعوبات حقيقية متعددة أسبابها وتؤكد بالملموس فشل السياسة الزراعية المتبعة منذ مدة وتجعله يعتمد على أساليب بدائية ويسبح في مشاكل الإرتفاعات الصاروخية للأسمدة و البدور و الأعلاف في ظل غياب دعم الدولة وضعف دخله مما يجعل الفلاح يجد نفسه في طريقه إلى الإفلاس مما يفسح المجال لتجار الإنتخابات لإستغلال وضعه وأزماته ، الشيء الذي ينعكس سلبا على الزراعة وتربية الماشية باعتبارهما أهم أسس الإقتصادية بجماعة بني عياط . التعليم ومشكل الإكتضاض و الهدر المدرسي يعاني قطاع التعليم بجماعة بني عياط الويلات فمعضم المؤسسات تعرف إكتظاظا في الأقسام بسبب تزايد عدد الوافدين على التمدرس التي لم تعد قادرة على استيعابها مما يحتم زيادة المدارس أو خلقها ببعض الدواوير كدوار ( تزكى – بوسكور – أيت وايو – ارجم ... ) كما أن غياب ثانوية على صعيد تراب الجماعة يجبر الثلاميذ على قطع مسافات طويلة إلى افورار في غياب داخليات تأويهم مما يساهم في تنامي نسبة الهدر المدرسي خصوصا في صفوف العنصر النسوي . الصحة الغائبة الحاضرة تتوفر بني عياط على مستوصفين أحدهما مركزي بالمركز و الآخر فرعي بتانفاردة يتميزان إجمالا بضعف الخدمات المقدمة و التجهيزات المتووفرة و خصاص في الموارد البشرية فأبسط الأمراض تلزم المريض التنقل إلى المستشفى الجهوي ببني ملال الذي يعاني بدوره من الإكتظاظ باعتباره الرئيسي بالجهة كما أن غياب دار الولادة على مستوى تراب الجماعة يحثم على النساء الحوامل التوجه إلى أفورار أو بني ملال أو سوق السبت الشيئ الذي يطرح مشكلا في سجلات الولادة حيث أن السلطات الوصية تؤكد على ضرورة تسجيل الزيادة بمكان الولادة. في ظل هذه الهشاشة فأمل الساكنة معقود على الجهات المسؤولة من أجل التدخل لتحسين اوضاعها على مستوى هذا القطاع كتوفير الأجهزة و الأدوية و إخراج دار الولادة إلى حيز الوجود. المرافق العمومية لبني عياط عالم آخر بالنسبة للشباب الذي لا يجد ملجئا يحتضنه كانعدام دار الشباب وملاعب رياضية من شأنها صقل مجموعة من المواهب وإبراز قدراتها الفكرية و الرياضية بدل تسكعها وانحرافها .فكل مكونات المجتمع المدني تراهن وتتساءل ما السبب الذي يكمن وراء غياب دار الشباب و ملعب لمزاولة كرة القدم ؟ هل هو لامبالاة المجلس بهموم الشباب ؟ أم أن الصراعات بين مشيختي بني عياط حال دون إنجاز أي مرفق عمومي ؟. المولوع .ع. العزيز