\" لا نامت أعين الجبناء\" بسم الله الرّحمن الرّحيم وصلّى الله وسلّم على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه. روى أبو داوود في الجزء الثّالث من السّنن بإسناد صحيح إلى حيوة بن شريح المصريّ عن إسحق أبي عبد الرّحمن الخراسانيّ أنّ عطاء الخراسانيّ حدّثه أنّ نافعا حدّثه عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزّرع وتركتم الجهاد سلّط الله عليكم ذلاّ لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) مقدّمة: وبعد فإنّ قضيّة فلسطين لا ينبغي اختزالها في الأبعاد الجغرافيّة والقوميّة، فهي قضيّة الأمّة الإسلاميّة الأولى لأنّها تهمّ جميع المسلمين في جميع أصقاع الأرض على اختلاف الأعراق واللّغات والألوان والمذاهب الفقهيّة، ولا شكّ أنّ الإصرار على إفراغها من البعد الإسلاميّ والمحتوى العقديّ هو في الحقيقة سعي بوعي أو بغير وعي إلى استبعاد من يهمّهم الأمر من القوميّات غير العربيّة زرعا للفرقة ودرءا للاجتماع والوحدة. مواقف مخذّلة: وعجيب ما كنّا وما نزال نسمع من أصوات تطفح بالتّخذيل تصدر عن أنفس مهزومة وقلوب خربة من الثّقة بالله بعيدة عن منهج العقيدة غريبة عن منطق التّاريخ، وهي مع ذلك تتلبّس بلبوس النّصح محذّرة من مساهمة أطراف إقليميّة غير عربيّة في دعم مقاومة تتّهمها بالعبثيّة تارة وانعدام الفقه السّياسيّ تارة أخرى، ولعلّ تلك الأصوات المشبعة بالحميّة الجاهليّة ينطبق عليها وصف المنافقين في قول الله عزّ وزجلّ في الآية 37 من سورة النّساء حيث يقول الحقّ سبحانه: (الذين يبخلون ويأمرون النّاس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا)، وفي الآية 24 من سورة الحديد حيث يقول عزّ من قائل: (الذين يبخلون ويأمرون النّاس بالبخل ومن يتول فإنّ الله هو الغنيّ الحميد)، فبالحساب السّياسيّ كيف يساعد نفسه من يتوهّم السّلام بالإصرار على مفاوضات لم يتوصّل بالدّخول فيها إلى نتيجة رغم التّمسّك \"بالسّلام\" خيارا وحيدا لمدّة تزيد عن ثلاثة عقود، وبالحساب الاستراتيجيّ كيف يساعد نفسه من يفرّط بالمقاومة وبتماه مع العدوّ يضيّق على المقاومين دون أن يأخذ من نفسه لنفسه مسافة للتّأمّل تجعله يدرك أنّ الدّور سيأتي عليه حتما إن عاجلا أو آجلا؟ اشتدّي يا أزمة تنفرجي: لقد أحدث العدوان على غزّة فرزا لمنطقين متعارضين واتّجاهين متمايزين يتطابقان مع وصف القرءان في معرض قوله تعالى في الآية 249 من سورة البقرة حيث يمثّل الاتّجاه الأوّل قول القائللا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده)، وهو منطق متخاذل لا يرى للمواجهة ضرورة باعتبار التّكلفة المادّيّة والبشريّة النّاجمة عن اختلال موازين القوّة، بينما يمثّل الاتّجاه الثّاني رأي من رأى أنّهكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصّابرين)، وهو منطق يتصدّى للمعتدي الغاصب تصدّي الواثق من النّصر رغم قلّة ذات اليد وتخاذل القريب قبل البعيد إيمانا بقول الله في الآية 123 من سورة آل عمران: (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلّة فاتقوا الله لعلّكم تشكرون)، واعتقادا بفضل الجهاد في قوله تعالى في الآية 95 من سورة النّساءوفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما)، ثمّ اطمئنانا إلى وعد الله بالنّصر في العديد من الآيات المبشّرات منها قول الله في الآية 214 من سورة البقرة: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضّرّاء وزلزلوا حتى يقول الرّسول والذين آمنوا معه متى نصر الله، ألا إنّ نصر الله قريب)، وقول الله في الآية الثّانية من سورة العنكبوت: (أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون)، فممّا لا شكّ فيه أنّ لكلّ تجارة ثمن ولهذا مدح الله سبحانه أهل الصّبر واليقين وجعلهم أئمة في الدّين فقال تعالى في الآية 24 من سورة السّجدة: (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون)، أورد الإمام التّرمذي في الجامع الصّحيح من حديث أبي هريرة قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ألا إنّ سلعة الله غالية ألا إنّ سلعة الله الجنّة)، وأيّ عمل صالح أفضل من الجهاد الذي جعله الله ذروة سنام الإسلام وقبّته وجعل منازل أهله أعلى المنازل في الدّنيا والآخرة يقدمهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد أن بلّغ الرّسالة، وأدّى الأمانة، وأقام الملّة، وأوضح المحجّة، وجاهد في الله حقّ الجهاد بالقلب والجنان والدعوة والبيان والسيف والسنان، فكان أرفع العالمين ذكرا وأعظمهم عند الله قدرا، أمره الله تعالى بالجهاد من حين بعثه فقال عزّ من قائل في الآية 52 من سورة الفرقان: (ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا، فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا)، ولما كان من أفضل الجهاد قول الحقّ مع شدّة المعارض عند من تخاف سطوته، كان جهاد النّفس أصلا للجهاد كلّه إذ كيف يمكن جهاد العدوّ والانتصاف منه دون مجاهدة النّفس وحملها على تحمّل مشقّة الخروج وترك الحظوظ وفوت الملذّات والمشتهيات قال تعالى في الآية 10 من سورة الصّفّ: (يا أيّها الذين آمنوا هل أدلّكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)، فما أحوج الأمّة إلى أمثال أحمد بن حنبل، ومالك بن أنس، وابن تيميّة، والعزّ بن عبد السّلام من العلماء الرّبّانيّين مضرب المثل في الاحتياط لأمر الأمّة والالتزام بخطّ السّلف في الأخذ بزمام المبادرة لجلب المنافع ودرء المفاسد والتّصدّي للمشكّكين ليلاّ يذهب الجهد سدى الدّرس المنسيّ والفرص الضّائعة: لم ترتفع قمّة الكويت في بيانها الختاميّ إلى مستوى الانتصار الذي حقّقته المقاومة في غزّة ولا إلى مستوى ما أحرزت من تعاطف شعبيّ هائل عربيّا إسلاميّا ودوليّا، ذلك التّعاطف الذي أحرج الصّهاينة وحلفاءهم في أوروبّا وأمريكا غير أنّه لم يحرج العملاء والمتعاونين من أئمّة الغدر والخيانة السّائرين إمّا على درب الطّوسيّ وابن العلقميّ أو على نهج المارشّال بيتان وأعضاء حكومة فيشي، وكأنّ المرء وهو يراقب الأحداث يجد نفسه إزاء ثقب كبير في ذاكرة الأمّة التي أضاعت عليها الفرقة المذهبيّة والطّائفيّة فرص القومة من الكبوة، فبالفرقة والتّآمر استدعي التّتر لاستباحة أرض المسلمين وإنهاء دولتهم طمعا في كسر شوكتهم، وبالفرقة والتّآمر استطاع الغزو الصّليبيّ أن يجثم على النّفوس في المنطقة لما يزيد عن 180 عاما، وبالفرقة والتّآمر ضيّعت بلاد الأندلس، وبالفرقة والتّآمر تمّ القضاء على الدّولة العثمانيّة الجامعة فجزّئت بلاد المسلمين إلى كيانات متعارضة المصالح، و بالفرقة والتّآمر استطاع العدوان الأمريكيّ احتلال أفغانستان والعراق، و بالفرقة والتّآمر وتحت شعار \"الأرض مقابل السّلام\" يجري التّخلّص من عبء القضيّة الفلسطينيّة، علما أنّ الأرض ملك الأمّة كلّ الأمّة ولا يحقّ لأيّ كان المزايدة بها أو على بيعها في سوق السّمسرة السّياسيّة، والحلّ واضح إذا صلحت النّوايا وتوطّدت العزائم، يقوم على نفس الأسس التي قامت عليها الدّول الحديثة في الغرب نفسه: دولة واحدة موحّدة تكون قابلة للحياة ضامنة للحرّيّة والتّعايش لعموم المواطنين عربا وعجما، مسلمين ومسيحيّين ويهودا، فالأمّة جميعا في مشارق الأرض ومغاربها ليست ملزمة ببنود مجحفة لأنّها في حلّ من معاهدات غير متوازنة جرت برعاية أمريكيّة متحيّزة بين طرف فلسطينيّ مستضعف وبين من \"عظموا واستغنوا فسمنوا وتشحّم جلدهم وتجاوزوا في أمور الشّر ولم يقضوا في دعوى اليتيم، الذين يتكلّمون كذبا قائلين: هيكل الرّبّ هيكل الرّبّ، أشرار بعض هذه الأرض لأنّهم من صغيرهم إلى كبيرهم كلّ واحد يعمل بالكذب قائلين: سلام سلام، ولا سلام، والذين يدّعون النّبوءة بأحلام كاذبة معلنين الحرب والشّرّ والوباء\" فيتمسّكون بسبق إصرار وترصّد بخطّة العنف والخديعة على قاعدة \"أعطني ما أريد لتمكّنني من أن أبرهن لك بذلك أنّني أقوى منك\"! مهمّة منجزة: فضح العدوان الصّهيونيّ على غزّة تحيّز الغرب بقيادة الولايات المتّحدة لإسرائيل بشكل لا يقبل الجدل، فما تمّ إعداده من سيناريوهات في ظلّ \"الفوضى الخلاّقة\" و \"الشّرق الأوسط الجديد\" يتجاوز ما عرفته المنطقة إلى الآن من جرائم ضدّ الإنسانيّة بدأت بمحرقة دير ياسين واستمرّت مع مجازر تلّ الزّعتر، قانا، صبرا وشاتيلاّ وغيرها، وهي لن تنتهي بغزّة، وممّا لا شكّ فيه أنّ هذا التّحيّز الواضح لدولة عدوان اقتلاعيّ استيطانيّ تريد أن تقوم على نفس الدّعوى العرقيّة التي نشرها النّازيّون بالإضافة إلى ما عرفه الاقتصاد العالميّ في الآونة الأخيرة من أزمات ماليّة وبيئيّة وغذائيّة خانقة إنّما هو اختبار صلاحيّةٍ لخطاب الدّيمقراطيّة وحقوق الإنسان المتبجّح به، حيث ستزداد الصّورة وضوحا عند المطالبة بمحاكمة الصّهاينة المجرمين، وستتعزّز مصداقيّة ذلك الخطاب أو تهتزّ بالتّأكيد عند قيام القاعدة العريضة في المجتمع الغربيّ بممارسة حقّها في الاحتجاج بعدما أصبحت مصالحها مهدّدة بفعل ما أسفرت عنه تلك الأزمات من انعكاسات سلبيّة على مكاسبها ومستواها المعيشيّ في رباط إلى يوم القيّامة: أخرج أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الحاكم النّيسابوريّ حديثين بالسّند الصّحيح على شرط مسلم في المستدرك فقال في الأوّل بترقيم تحت عدد 8555: (أخبرني محمّد بن عبد الله بن قريش قال، حدّثنا الحسن بن سفيان قال، حدّثنا صفوان بن صالح قال، حدّثنا الوليد بن مسلم قال، أخبرني أبو عائذ عفير بن معدان أنّه سمع سليم بن عامر الكلاعيّ يحدّث عن أبي أمامة الباهليّ رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: الشّام صفوة الله من بلاده يسوق إليها صفوة عباده، من خرج منها إلى غيرها فبسخطه، ومن دخل إليها من غيرها فبرحمته)، وقال في الثّاني بترقيم تحت عدد 8556: (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب قال، حدّثنا بحر بن نصر الخولانيّ قال، حدّثنا بشر بن بكر قال، أخبرني سعيد بن عبد العزيز عن مكحول أنّه حدّثه عن أبي إدريس الخولانيّ عن عبد الله بن حوالة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ستجندون أجنادا، جندا بالشّام وجندا بالعراق وجندا ظاهرا، قلت يا رسول الله اختر لي، قال عليكم بالشّام فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق من غدره، فإن الله عز وجل تكفّل لي بالشّام وأهله) وتحت رقم 4679 أخرج أبو محمّد المنذريّ في التّرغيب والتّرهيب حديثا بالسّند الصّحيح رواية عن أبي الدّرداء رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أهل الشّام وأزواجهم وذراريهم وعبيدهم وإماؤهم إلى منتهى الجزيرة مرابطون، فمن نزل مدينة من المدائن فهو في رباط أو ثغرا من الثغور فهو في جهاد) رواه الطبراني وغيره من طريق معاوية بن يحيى أبي مطيع وهو حسن الحديث عن أرطأة بن المنذر عمّن حدّثه عن أبي الدّرداء، وأخرج عليّ بن بكر الهيثميّ في مجمع الزّوائد حديثا رجاله ثقات رواية عن خريم بن فاتك الأسديّ صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه سمع رسول الله يقول: (أهل الشّام سوط الله في أرضه ينتقم بهم ممّن يشاء من عباده وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم ولا يموتوا إلا همّا وغمّا) رواه الطّبراني وأحمد موقوفا، وروى الإمام أحمد في مسند المكثرين من الصّحابة فقال: (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَنْزِلُ الدَّجَّالُ فِي هَذِهِ السَّبَخَةِ بِمَرِّقَنَاةَ فَيَكُونُ أَكْثَرَ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْجِعُ إِلَى حَمِيمِهِ وَإِلَى أُمِّهِ وَابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ وَعَمَّتِهِ فَيُوثِقُهَا رِبَاطًا مَخَافَةَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ ثُمَّ يُسَلِّطُ اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِ فَيَقْتُلُونَهُ وَيَقْتُلُونَ شِيعَتَهُ حَتَّى إِنَّ الْيَهُودِيَّ لَيَخْتَبِئُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَوْ الْحَجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرَةُ لِلْمُسْلِمِ هَذَا يَهُودِيٌّ تَحْتِي فَاقْتُلْهُ). فلإخوتنا وأحبّائنا من المجاهدين الأبرار في كلّ ثغر من ثغور المسلمين نقول: هنيئا لكم بفضل الثّبات وأجر الشّهادة، شكر الله لكم وأيّدكم بنصره وبالمؤمنين، ودحر عدوّكم وجعل كيده في نحره وتدميره في تدبيره، فلن يصيبكم إلاّ ما كتب الله لكم وما اختصّكم به من فضل وكرامة، وما كتب لآجال رجالكم في اللّوح المحفوظ منذ الأزل لا يتغير بموافقة المؤيّدين ولا بمخالفة المعاندين، فهل يتربّص بكم المتربّصون إلاّ إحدى العاقبتين إمّا النّصر أو الشّهادة، فتربّصوا إذن بعدوّكم إحدى السّوءتين أن يصيبهم الله بعذاب من عنده بقارعة من السّماء أو بعذاب بأيديكم يذهب به غيظ قلوبكم ويشف صدور قوم مؤمنين، فالجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة والنّصر آت لا محالة كما بشّر بذلك المطهّر صلّى الله عليه وسلّم، فقد أخرج الإمام أحمد في مسند جابر بن عبد الله بالسّند الصّحيح حديثا بترقيم 14193 فقال: (حَدَّثَنَا مُوسَى قال، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، قَالَ: فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَام فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ: تَعَالَ صَلِّ بِنَا، فَيَقُولُ: لَا إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أَمِيرٌ، لِيُكْرِمَ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ) وللمخذّلة نقول: ليكن كفّ شرّكم وألسنكم صدقة تتصدّقون بها على أنفسكم، وليكن منكم ما أوصى به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم هذه الأمّة في الحديث المشهور: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت)، ولعلّ في رأي كثير من مفكّري هذه الأمّة وأدبائها وشعرائها ما هو أسوة لكم، فهذا شاعرنا الدّكتورعبّاس الجنابيّ يقسم ونحن معه نقسم: بالذي كوّن الأكوان من عدم، الذي خلق القلم، وعلّم الإنسان ما لم يعلم، ما مات شعب مجاهد وما انهزم، والله المستعان وهو أرحم الرّاحمين. عبد ربّه تعالى: محمّد بن محمّد بن عليّ بن الحسن محب