الى ضحايا جشع الرأسمال في كل مكان من *ليساسفة* الى *غزة* منذ ذلك اليوم تستفيق كل صباح كملايين المغاربة وفي قلبك حسرة وغصة،لا تعرف صراحة لما كل هذا الحذر و الخوف.. لما يسكنك القلق الدائم،ربما لأنك ما عدت تثق أن جديدا ما سيطرق بابك على غفلة منك ذات صباح...لم تعد تحيا على أمل \\\"مهد\\\"ما سيحل يوما و يملئ الدنيا ورودا مختلفة ألوانها وعدلا و سكينة... في الطريق إلى العمل ترى دوما نفس الوجوه، تراهن أن في قلوب أصحابها حسرة وغصة، و إلا لما تبدو الوجوه مكفهرة و ذابلة هكذا.أحيانا يهز أحدهم رأسه بتثاقل للرد على تحية صباح منك فقط ليتفادى إحراجك أو من باب رد السلام لا أكثر أما في قراره نفسه فيلعن اليوم الذي سكن معك فيه نفس البلد..حينما تهم بدخول قاعة الدرس أو المعمل أو الوكالة أو حيثما قدر الله خبزك، تحاول عبثا تغيير جلبابك و ضبط تنهيداتك حتى لا تنقل للآخرين العدوى ،لكنك في كل مرة تصطدم بأن زفراتهم أشد، ويحدث أحيانا أن تسمع أحدهم يقول خلسة \\\"الصباح الله\\\" أو خلسة أيضا يرمقك بنظرة تشفي.. رأيت ذلك الصباح الجثث المتفحمة،و قرأت كل المقالات و صدرك يكاد ينفجر من الغيظ و الشعور بالغبن و الحكرة و الحقد.الحقد على من أحرق \\\"أولاد الشعب\\\" بدم بارد و الحقد على من خان ثقة الأشلاء المحترقة \\\"بضمير بارد\\\" أيضا.تأملت تساؤلات الصحافة حول أصل الكارثة و قرأت شهادات الشهود ،أولم ير مفتش ما ذات يوم الشبابيك الحديدية و الأبواب التي تقفل ب \\\"التيليكوموند\\\"؟ ..تذكرت يوم كنت تلميذا..يوم كان الحراس العامين يعمدون بعد اقتيادكم إلى قاعات الدرس إلى إقفال الطوابق بأقفال و سلاسل من حديد..و تساءلت أنت أيضا وماذا عن المفتشين التربويين ألم يصادف أحدهم يوما قفلا أو سلسلة من حديد ؟و ماذا عن الخيريات و الداخليات وحتى تلك التي ثاوي الأطر العليا (أساتذة،أطباء وممرضون)،تذكرت أنها أيضا لم تسلم من سياسات \\\"سد تلقى ما تحل\\\" .الاعتقال الجماعي مستشر إذن..تذكرت أيضا ذلك الصباح مطالب النقابات بحوار مسؤول ،مفتوح ،و شفاف، فكومت الجرائد جانبا و قلت في نفسك كفى المغاربة تهريجا ، إنهم في حاجة ماسة اليوم وقبل غد أينما كانوا إلى أبواب مفتوحة و نوافذ شفافة أولا ..بل وتطل على البحر، عل البحر يطفئ لهب أجسادهم و أفئدتهم في حالة طوارئ ما....وبعد هذا فلينقصوا من ثمن الزيت أو فليذهبوا و زيتهم إلى الجحيم فلن نموت جوعا...سكنك بعدما ارتشفت قهوتك السوداء ودخنت بشراسة سيجارتين وهممت بمغادرة المقهى سؤال غريب ،ماذا عسانا نقول لهم،إنهم الآن في السماء ينظرون إلينا باستغراب ؟ماذا عسانا نقول للأرامل و الأيتام،ولكل من لم يستوعبوا بعد ما وقع؟ أجبت نفسك باستنكار لكن ماذا قلنا قبلهم لسعيدة و زروال..؟أحسست بقطرة عرق بارد تسبح في ظهرك، لكزت نفسك وخرجت من المقهى.....؟؟؟