بادرتني شرفتُها ذاتَ صباحٍ
بالبُكاء والعَويل..
كانت غيمةً تُلقي رذاذَها على وجهي
لم أشرب قهوتي في ذلكَ الصّباح
لم أدخِّن سيجارتي…!!
لم أمتطِ شراعيَ صوبَ شرفتِها
باغتني جنونٌ بربريّ
عَربشَ إلى رأسي،
وخيَّمَ على وجهي
مازال فنجانُ قهوتي أمامي لم (...)
جلستُ إلى مكتبي منذ الصباح الباكر، وألغيتُ ارتباطاتي، اتصلتُ بالممرّضة وطلبتُ منها أن تلغي كلَّ مواعيد المرضى في هذا الصباح، أقفلتُ جوَّالي، أعيدُ حساباتي من جديد ...
كنتُ أحاول الهربَ من الكمِّ الهائل من الذكريات التي هجمتْ على ذاكرتي ليلة الأمس، (...)
فجأة استفاق في داخله شعورٌ غريب، عميقُ الغور، لم يسبق أنْ شعر به من قبل ... كان وقتها عائداً من وظيفته التي لطالما كرهها وتمنَّى أنْ يخلص من قيدها ... حتى غدت عبئاً ثقيلاً ناءَ تحته منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، حين تدخَّلت زوجته متواسطة له عند أحد (...)
-1-
كنتُ في الصَّف الأخير من الحلقة الدراسيَّة الأولى، ابنة عشْر سنوات، خجولة، ومجتهدة في المدرسة، كانت أمّي تحبّنا كثيراً، وكانت تفضلني على أخواتي الأصغر سناً، لم يكن لي أخوة صبيان، كنتُ أتمنى أن يكون لي أخٌ ألعب معه، ويردُّ عني مشاغبات الصّبيان، (...)