غاب عنا صباح يوم الجمعة الأخ والصديق والزميل وابن العمة محمد إبراهيم بوعلو، المعروف عندنا في العائلة ب»بوعلو». كانت لي علاقة خاصة به، منذ طفولتي. كان يحكي لي كل شيء، علاقته بالحياة: بالدراسة، بالسياسة، بالحبابي، بحياته الأسرية، بالأخوين الجابري (...)
عبّر الناخب المغربي، عقب الصعوبات التي أخذ فريقه يلاقيها، بعد انتصاراته المتلاحقة أمام فرق الكبار ككندا وإسبانيا والبرتغال، عبّر عن عدم فهمه لما أخذت تعرفه مبارياته الأخيرة من صعوبات، حتى لا نقول من عراقيل. فهو لم يستطع أن يرد تلك الصعوبات إلى (...)
من نتائج المونديال الدائر هذه الأيام أن معظم الذين كانوا يطرحون قضية كرة القدم طرحا أخلاقيا فيستنكرون الأهمية التي قد تغدو مبالغا فيها في بعض الأحيان، والتي تُعطَى للكويرة الصغرى على حساب قضايا الكرة الكبرى، أخذوا يتراجعون عن وجهة نظرهم. فبعد أن (...)
هناك قضية تبلغ أهميتها عندي مبلغاً خاصاً يتوقف عليها مصير الإنسانية جمعاء أكثر مما يتوقف على أي حذلقة كلامية، إنها قضية نظام التغذية«.
ف. نيتشه
»لقد حلّت الصحة في أيامنا محلّ الخلاص«. نقرأ هذه العبارة عند ميشل فوكو الذي كان قد اقتبسها عن أحد (...)
هناك أزمة خطاب سياسي لدى قادة بعض الأحزاب السياسية، وهي حقيقة لا يمكن أن يجادل فيها أحد..السؤال هو هل الأمر يتعلق بأزمة خطاب أم بخطاب أزمة لدى بعض الأحزاب السياسية.
الملاحظ أن عدوانية الخطاب السياسي لدى البعض تزامنت من جهة، مع التغييرات الداخلية (...)
«حتى سقراط نفسه، الذي يعشق الساحة العمومية، عليه، بالرغم من ذلك، أن يعود إلى بيته، حيث سيكون وحيداً، غارقاً
في التوحّد، كي يلاقي الآخر».
ح.آرندت
في نصٍّ كثيف تحت عنوان »لماذا نحبّ البقاء في الأرياف؟« يميّز م.هايدغر بين العزلة وبين التوحّد. يقول: (...)
ليس ضرورة أن تكون الأقلية أقلّ عددًا من الأكثرية. ربما العكس هو الأصحّ. وما ذلك ربما إلاّ لأن لا علاقة للأقل والأكثر هنا بالكمّ والعدد. فقد يكون التفاضل نسبة إلى القوة والسلطة، لكنه يكون دومًا قياسًا إلى معيار. هذا المعيار هو الذي يحدّد الأغلبية، (...)
في حضن ما سمّي خلال منتصف القرن الماضي إشكالية «الحقيقة والأيديولوجية»، أسند المثقف إلى نفسه مهمّة محاربة الوعي المغلوط ومقاومة الاستلاب الفكري.
على هذا الأساس، كان التمييز يتم بين أيديولوجيا صائبة تسير سير التاريخ وأخرى معاكسة لاتجاهه، مناوئة (...)
في نصٍّ كثيف تحت عنوان «لماذا نحبّ البقاء في الأرياف؟» يميّز هايدغر بين العزلة وبين التوحّد. يقول: «غالبا ما يندهش أهل المدينة من انعزالي الطويل الرتيب في الجبال مع الفلاحين. إلا أن هذا ليس انعزالا، وإنما هي الوحدة. ففي المدن الكبرى يستطيع المرء بكل (...)
في مقال بعنوان مثير للجدل حول كتاب «خواطر الصباح الجزء الرابع»، يعلن الأخ حسن طارق أنه يفضّل ألا يقرأ مؤلف الأستاذ العروي مبرّرا ذلك بقوله: «حتى لا تشوّش في ذهني يومياته الصّباحية «الطازجة» على مفاصل مشروعه الفكري المختمر». استخلص الناقد هذه النتيجة (...)
نقرأ في الإيتيقا: «لا يمكن للضغينة أن تكون خيرا، فالإنسان الذي يكون محل ضغينتنا، لابد وأن نهمّ بالقضاء عليه، وبذلك فسنعمل على اقتراف أمر قبيح. بناء على ذلك، فإن الغيرة والتهكّم وتبخيس القيمة والغضب والانتقام، كل هذه النزوعات التي ترتبط بالضغينة أو (...)
لا ينبغي أن ننسى أن مفهوم التسامح تولّد خلال حركة الإصلاح الديني الأوروبية، ليعبر عن تغيّر في الذهنية تمخض عن علاقة جديدة هي علاقة الاعتراف المتبادل بين القوى التي استمرت تتصارع طوال القرن السادس عشر داخل الدين الواحد. لا عجب أن يظل المفهوم حاملاً (...)
مما يُثير الانتباه في تعاملنا مع مُفكِّرينا، قدمائهم ومحدثيهم، هو أننا لا نذكرهم، ولا نكتب عنهم إلا عند حلول مناسبة من المناسبات، فغالبا ما نشرع في الحديث عنهم مُستهلين خطاباتنا بعبارات من قُبيل: بمناسبة ذكرى موت فلان، أو ميلاده أو تأليفه… ما (...)
كان نوفاليس قد كَتَبَ: »ستكون إساءة إلى الشعراء كما إلى الفلاسفة إنْ نحن عملنا على التمييز بينهم«. لا يعمل هذا القول إلا على بلورة موقف الرومانسيين الألمان الذين »كانوا، على حدّ تعبير موريس بلانشو، يشعرون بما هم يكتبون، بأنهم الفلاسفة الحقيقيون، (...)
كان نوفاليس قد كَتَبَ: «ستكون إساءة إلى الشعراء كما إلى الفلاسفة إنْ نحن عملنا على التمييز بينهم». لا يعمل هذا القول إلا على بلورة موقف الرومانسيين الألمان الذين «كانوا، على حدّ تعبير موريس بلانشو، يشعرون بما هم يكتبون، بأنهم الفلاسفة الحقيقيون، (...)
سبق لأحد المفكرين الذين تحدثوا عن كتاب »صراع الحضارات« لصامويل هانتينغتون، أن اعترف بأنه لا يذكر بالضّبط ما إذا كان قد قرأ هذا الكتاب، بل إنه لا يذكر حتى ما إذا كان كتاباً بالفعل أم مجرّد مقال. قد يبدو الأمر شديد المُبالغة، لكن يكفي لكل منّا أن (...)
ربما لا يكفي، إبرازا لقيمة مؤلف عبد الله العروي، الوقوف عند النتائج التي يتوصل إليها، والأجوبة-البرنامج التي يقدمها، وهي تلك التي كان من المفروض أن تكون، كما تشير المقدمة، إجابات عن أسئلة أحد الصحفيين، أو التي يمكن أن ينظر إليها كما تشير "ص63" على (...)
يستبعد ميشيل فوكو طرح الفلاسفة لمسألة الحقيقة. عندما يطرح الفيلسوف مسألة الحقيقة، فهو يتساءل: ماهي الأشياء الحقيقية وما هي الخاطئة؟ السؤال الذي يعني فوكو هو بالضبط السؤال عما يعنيه السؤال عما هي الحقيقة؟ إنه يتساءل: لماذا ينتظم كل شيء في الثقافة (...)
في قصيدة ملحون موضوعها خصام بين الثابت والمحمول، يعيب الهاتف الثابت على خصمه كثرة أسمائه، وعدم ثباته وشدة تحرّكه وتبدّله، فينعته بأنه مجرد لُعبة عاشوراء (قشيوشة دلعاشور). فهل المحمول بالفعل مجرد لُعبة نلهو بها، أم أنه كائن اجتماعي «كلي» حوّل كليّا (...)
لا ينبغي أن ننسى أن مفهوم التسامح تولّد خلال حركة الإصلاح الديني الأوروبية، ليعبر عن تغيّر في الذهنية تمخض عن علاقة جديدة هي علاقة الاعتراف المتبادل بين القوى التي استمرت تتصارع طوال القرن السادس عشر داخل الدين الواحد. لا عجب أن يظل المفهوم حاملاً (...)
يبدو من غير المناسب الحديث عن الحدود في عالم معولم أصبح يوصف بأنه قرية صغيرة تقلصت أبعادها، وتوحّدت أنماط عيشها، وامّحت الفواصل بين أجزائها. إلا أن ما يميّز العولمة بالضبط هو هاته المفارقة: ففي الوقت الذي يسودها التنميط وتطغى ثقافة واحدة موحِّدة (...)
«إذا كان الناس يتهافتون نحو الأضواء،
فليس ذلك لكي يُحسِّنوا من قدراتهم
على الإبصار، وإنما لكي يزداد لمعانهم.
وهذا الذي يلمعون أمامه يُعتَبر نوراً».
ف. نيتشه
-1 على عكس ما يقوله غوستاف فلوبير عن الروائي «من كونه ينبغي أن يتوارى خلف أعماله»، فإن (...)
على غرار ما تذهب إليه حنه آرندت التي ترى أن النظر إلى السياسة من منظور الحقيقة يضعنا خارج السياسة، ربما أمكن أن نذهب إلى القول إن النظر إلى التاريخ من منظور الحقيقة فقط، قد يدعنا خارج التاريخ.
علاقة الكذب بالتاريخ متعددة الأوجه، ففضلا على أن مفهوم (...)
رغم أن العبارة قد اُستعمِلت في البداية قياساً على العبارتين: الفنّ البُوبْ، والموسيقى البُوبْ، إلا أننا لن نتمكن من تحديد دلالتها بالوقوف عند معناهما
ذلك المعنى الذي يتعذر ضبطه هو كذلك. والظاهر أن تحديد تلك الدلالة لن يكون بالأمر الهيّن، فنحن لا (...)
ذلك المعنى الذي يتعذر ضبطه هو كذلك. والظاهر أن تحديد تلك الدلالة لن يكون بالأمر الهيّن، فنحن لا ندري ما إذا كان المقصود بِالبُوبْ POP إيجازاً للنعت POPULAIRE، فتكون الفلسفة البُوبْ هي الفلسفة الشعبية الوضيعة في مقابل الفلسفة «الرفيعة» «الراقية»، أو (...)