في بار الحفرة يهوِّمُ ضبابٌ ويسْطُو زعيقٌ… ما استرعى انتباهي في غابة الصّخب المتشابكة هي عجلةُ السّفينة الضّخمة في الجدار، تفصل بين حجرةٍ تطلّ على زقاق فرن الخبز، وبين الصّالة الكبرى لمحجِّ النُّدامى الغفير…
صيّادون وصنائعيّون وسماسرة وسياح وقوّادون (...)
من علامات انحطاط الكاتب أن يغادر منطقته الخطيرة و النبيلة ككاتب، وينزلق صوب منطقة التاجر، إذ يروّج لنفسه بابتذال : تجدون كتابي في هذه المكتبة وهذا الشارع. أفدح من ذلك، لم يتبق سوى نسخة في هذا الدكان، فسارعوا للظفر بها. وأما البشاعة نفسها، فحين يرفع (...)
ما الذي يعنيه انتحار الكاتب؟
بصرف النظر عن مجمل فرضيات الاكتئاب المزمن، وكليشهات الاختلال العقلي أو النفسي الحاد. بصرف النظر عن مجمل احتمالات التشخيص الطبي وأشكال سبغ حقيقة المرض على حالة الانتحار. بعيدا عن هذا التلقي السريع والجاهز، الشائع والسطحي، (...)
1
الصدمة على نحو قوطيّ ، هي ألطف ما يصاب به مشاهد فيلم « حصان تورينو « للمخرج السينمائي الهنغاري « بيلا تار « . فالعزلة في حدودها القصوى وضراوة الألم والقسوة الطاعنة في الصمت وثقل الوجود المفرط في التكرار، علامات أوّلية تصفعنا منذ بداية المشهد الأول (...)
مصادفاتٌ بالجملة تعاقبت بافراطٍ ، في مؤخّر هذه الأيام ، لها علاقة خارقة بالغراب .
قاومتُ التفكير فيها قدر المستطاع ، أو أجّلتُ استيضاح المدار العجيب لانهمارِ أطيافها المدرارة ، بالنظر إلى أنها علاقة ليست طارئة ، بل هي راسخة بصلابة عتيدة في أزلِ أو (...)
عن دار التنوخي / الرباط، صدرت للكاتب إسماعيل غزالي روايتان قصيرتان في طبعة واحدة، الأولى تحت عنوان : مئوية هسبريس، والثانية تحت عنوان : خرير الأحلام، صرير الكوابيس .
الكتاب يقع في 147 صفحة ، تتصدر غلافه الأمامي لوحة رياح للرسام الروسي فلاديمير (...)
حدث هذا في تمّوز من سنة مجهولة، في منتصف تمّوز إن شئنا الدّقة الوصيفة والأمانة الواصفة، وتمّوز في تلك القرية المعدنيّة، غير تمّوز كل العالم، تمّوز تلك القرية الرّصاصيّة، مثل خزّاف تصير الكائنات طينا تحت رحمة فرنه، رابوزه، دوّاسة مسماره الدّائر، يده (...)
على أهبة ظهيرة زانية، في خلاء السراب الموحش، تنتصب شجرة أوكالبتوس عزلاء وعلى سفحها بخطوات معدودة تشرع بئر صغيرة فوهتها على الخواء المستفحل ...
وعلى الظل الهزيل المتآكل بسبب تكبّد الشمس السماء كما جمرةٍ سرّةَ السماء، ينشر زائر غريب جثته والتعب (...)
هل تسمعون أزيز سيّارته الزّرقاء المهترئة، يزعق في فراغ الأبديّة. ها ضوء فنارها كحباحب يعربد وحيدا في آخر الّليل، يشطر المدينة إلى نصفين، مارقا في شارع تلهث فيه كلاب «جياكوتي» الضّالة، شارع لا يفضي إلى شيء على ما يبدو، عند بوّابته الشّبيهة بثلمة (...)