تأملوا أيها الأخلاء والأولياء قصة ذاك الذي قتل مائة نفس بغيا وعدوا، ومثل ذلك الذي أزهق أرواحا عدة ظلما وجورا، ثم لم يمنعه العلم بفضل رحمة الله تعالى أن يكون له حظ وافر من سترها ونصيب واسع من لطف مددها، رغم عظم ما أسلف من ذنب، وكبر ما أتى من رعب، (...)
من القيم الموجّهة التي تخدم أصل التَّخلُق المقصود من الابتعاث الخاتِم، قيمة الجمال الإلهي الناظِم[1]، التي فطر الله تعالى الإنسان على تبصرها في ذاته، وتذوقها في خلقه، وتحسسها من طَوْلِه، والانفعال لرَوْحِهِ، والإحساس بتنوع رزقه واختلاف طعم أكله، (...)
إن صيانة أوجه التعبد التي يقوم عليها حق الاستخلاف الذي لا يثمر إلا بها لا يتم إلا باستصلاح السرائر، ثم باجتناب ما قبح من الكبائر المؤثرة في قبول الأعمال، والمشوشة على استقامة الأفعال والأحوال.
وقد أمر الله تعالى المكلفين بحفظ الشعائر، واتقاء (...)
لم يُعَرِّف القرآن الكريم بنبي من الأنبياء مثل ما عرف بسيد الأنقياء ومقدم الأصفياء صلى الله عليه وآله وسلم، إذ كشف لنا عن مِنَّة نبوته، وشرف نسبه، وقوة شخصيته، وعظمة وقاره، ووفور عقله، وشرح صدره، ونظافة جسمه، وعلو فضله، وتفرد منزلته، ومعرفته بربه، (...)
إن البلاغ عن الله تعالى المرتبط بالدين الذي تحصل به الغاية في إخراج الراغبين إلى رب العالمين، يقتضي مُبلِّغاً ومُبلَّغاً إليه ومُبلَّغاً فيه، فالمبلغ بكسر اللام المشددة هو الشخص المصطفى الذي اكتسب مشروعيته في محيطه بحق الوراثة النبوية المنتهية إليه (...)
إن من أجلّ ما ينبغي أن يؤسس عليه فضل التذكير وأرقى ما ينبني عليه فن التنوير في باب التعليم والتبصير، في زمن هذا الحجر الصحي المؤقت القصير، التعريف بالله تعالى من خلال إحصاء اسمائه الحسنى وتبيين معاني صفاته العلا، الذي جعله القرآن أولى مقاصد البعثة (...)
إن أحق ما ينبغي أن ينصح به لعموم الناس في هذا الوقت العصيب، المتأثر بفعل هذا الفيروس العجيب، الذي أعيا المُعاجِزين، وأنقض ظهر كل المتعالين، تنبيههم إلى حقيقة استخلافهم، وتذكيرهم ببنود أماناتهم، مقرين على أنفسهم بالوفاء بمقتضاها، ومشهدين المَلَك على (...)