الحديث عن المنهج النقدي في القرآن الكريم، حديث يقتضي أن يُقدّم بين يديه ضبط مصطلحيٌّ من أجل إبراز التمايز بين الذي يُراد بالنقد وبالمنهج في هذا السياق القرآني الاستثنائي، وبين ما يُراد بهما في سياقات أخرى.
والحاصل أن الذهول عن هذه القضية يمكن أن (...)
تنظم جامعة عبد المالك السعدي بتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء (مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات و البحوث العقدية)، محاضرة علمية يلقيها أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء.
و يناقش العبادي موضوع "في نقض أسس التطرف و آليات الوقاية (...)
المستوى الثالث: الترتيل
هو المستوى الذي سماه الله عز وجل ترتيلا، والترتيل هو النضد، وهو الصفّ، وهو التنسيق في كل المستويات. والفم الرّتِل، هو الفم الذي قد انتضدت أسنانه[1]. والترتيل لا ينحصر فقط في المستوى الصوتي، بل ينتقل إلى المستوى المفاهيمي، (...)
فِكْر الإنسان ووجدانه هما حلقة الوصل بين الوحي والكون وحقائقهما من جهة، وبين ذات الإنسان وواقعه من جهة ثانية. وعليه فإن حسن عيش الإنسان فردا واجتماعا فوق هذا الكوكب، يتوقف على سلامة وضبط ودقة وفاعلية المناهج والنماذج التي بها يتم بناء الفكر والوجدان (...)
إن القراءة من حيث هي أداء لفظي للآيات والنص القرآني هي تطبيق لأصل المعنى اللغوي للتلاوة وهو الاتباع والتتابع، ففي قراءة النص اتباع الألفاظ بعضها ببعض، هذا في إطاره الشكلي، أما في السياق العملي فهي الاتباع حقيقة وهو العمل بمقتضى النص ومعناه، وقد عبر (...)
المستوى الثاني: التلاوة من خلال التجسير بين الوحي إلى الواقع؛
فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تلا الآيات في سياقه الذي هو المدينة المنورة، ورسم المنهج الذي به تكون القراءة، وتكون التلاوة، في استحضار للتمايزات المكانية والزمانية والذهنية التي (...)
القرآن المجيد في موازاة مع الكون الذي هو مرجع للحركة والقدرة والفاعلية، يصبح مرجعًا للقيم، ومرجعًا للوجهة ولحضور القبلة التي سوف ترشّد هذه الحركة. وجليّ أن القدرة على الحركة بدون قيم وبدون وجهة وبدون قبلة، قد تجعل من هذه الحركة فاتكة بالإنسان (...)
[التسخير والتيسير ومفهوم القراءة في القرآن الكريم]
من الأمور التي تتجلى من خلالها جمالية التعبير القرآني التقابل بين "سخّر ويسّر"؛ فهناك التيسير "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ" [القمر، 40] في أربعة مواضع من سورة القمر، وفي سورة مريم (...)
وفي الجانب المسطور "الوحي"، فنجد أنه هو أيضًا بناء؛ فاللٰه سبحانه وتعالى يتحدث عن القرآن المجيد فيقول: "وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً" [الفرقان، 32]؛ والشيء الرَّتل هو الحسن البناء والنَّضد، والقرآن المجيد من خلال هذا البناء، كأنه جملة واحدة كما نصّ (...)
آفاق القراءة والتلاوة للآيات
حين نتحدث عن تجديد العلوم الإسلامية وجب استحضار مستويات علمية تعد بمثابة الرافعات المنهاجية للعملية التجديدية، وهي كالآتي:
المستوى الأول- القراءة
إن أول ما أشرق من أنوار هذا الوحي الخاتم على دنيا الإنسان هو قوله سبحانه: (...)
العلوم الإسلامية: قراءة في العوائق المعرفية
وهنا وجب الانتباه إلى العائق السابع، والذي يفرض ذاته ويتمثل في قضية الباراديغمات؛ أي الأنساق والأطر المرجعية والمركبات المفاهيمية التي تقود عمليتنا التفكيرية والتحليلية، وتؤطر أضرب النظر الذي نستعمله (...)
العلوم الإسلامية: قراءة في العوائق المعرفية
فإذا لم تُلحظ الفوارق وأريدَ استعمال القياس بشكل آلي فإن ذلك سوف يؤدي إلى الخطأ في التقدير. و"مفهوم الأسوة" قائم أساسا على هذا الوعي، ولذلك فثمة فرق بين التأسّي والاقتداء. فالقدوة في القرآن المجيد مرتبطة (...)
العلوم الإسلامية: قراءة في العوائق المعرفية
وثالث هذه العوائق، أن هذه العلوم قد توزعتها نزاعاتٌ مذهبية خلال بعض الفترات، نزاعات قد أدت إلى سجالات لم تكن دائما إيجابية. حيث تحول النص المؤسس إلى حلبة لاقتناص الشواهد والمبررات السجالية والحجاجية التي (...)
العلوم الإسلامية: قراءة في العوائق المعرفية
إن العلوم الإسلامية اليوم على الفضل والخير الكبيرين اللذين فيها، أضحت تُكِنُّ مجموعة من العوائق الذاتية تحول دون استئناف العمل البنائي والتجديدي فيها، ويمكن ترتيبها كما يلي:
أول هذه العوائق، أن علومنا (...)
يستنبط من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الحديث الذي رواه إمامنا مالك من طريق عائشة والذي فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَوْلَا حَدَثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ لَهَدَمْتُ الْكَعْبَةَ، وَلَصَيَّرْتُهَا عَلَى قَوَاعِدِ (...)
حين انفصلت علوم التفسير عن الآيات المفسّرة وانحسرت في التفسيرات التي سبقت، دون تفكير في تطوير مناهج استنطاق الوحي والحوار معه انطلاقا من تمظهرات واقع الإنسان المختلفة التي تبرز معها حاجات متجددة، وتستدعي حلولا مستأنفة من القرآن المجيد، حصل نوع من (...)
ثانيا. انفكاك العلوم الإسلامية من النص المؤسس
حين تنفك العلوم الكونية من مصدرها الكون، يكون اندحارها! هل تتصور علم البيولوجيا La Biologie بدون الرجوع إلى الكون وإلى الكائنات الموجودة فيه؟! هل تتصور "علم" البوتانيكا La Botanique في انفكاك عن النباتات (...)
لقد عرف عالمنا أيضا ظاهرة جديدة تتمثل في القدرة على بلورة مواقف، ورؤى، وآراء، وأذواق مشتركة بسرعة كبيرة، لم يعهدها العالم من قبل، حيث ظهرت موجة جديدة من الآراء المشتركة، والتوجهات المتقاسمة، ننتج عن ذلك انبثاق قدرة على نحت تيارات مستوعبة ومستقطبة، (...)
أولا. في ضرورة تمثل خصائص عالمنا المعاصر
إن النظر في موضوع علومنا الإسلامية في ظل المقتضيات المستجدة المستحدثة التي أضحت تؤثث عالم اليوم، تفرض علينا استحضارا تاما لمقتضيات تسعة، باتت من خصائص العالم المعاصر، وهي:
المقتضى الأول: ظاهرة "التبلور" و (...)
منذ اكتمال نزول الوحي والتحاق الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى. عكف المسلمون خلفا عن سلف على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تدبرا وتفكرا واستنباطا واستلهاما باعتبارهما مصدري التشريع اللذين ينبغي أن تدار أمور الحياة كلها وفقا (...)
غدت علومنا في بعض مراحل تاريخها علوما يغلب عليها التجريد والصورية مما جعلها تنأى كليا أو جزئيا عن هموم ومشكلات الواقع والإنسان، وهي ما جعلت أصلا، إلا لتيسير حياته وإسعاده في معاشه ومعاده. فتاريخنا متصل من حيث انطلاق هذه الدورة الحضارية الإسلامية (...)
فِكْر الإنسان ووجدانه هما حلقة الوصل بين الوحي والكون وحقائقهما من جهة، وبين ذات الإنسان وواقعه من جهة ثانية. وعليه فإن حسن عيش الإنسان فردا واجتماعا فوق هذا الكوكب، يتوقف على سلامة وضبط ودقة وفاعلية المناهج والنماذج التي بها يتم بناء الفكر والوجدان (...)
لا يختلف اثنان اليوم أن من أبرز سمات عالَمنا الراهن، التركيب، والتداخل، والسرعة وفداحة وكِبَر الآثار التي تترتب عن التصرفات بسبب ذلك، ومن هنا فإن من مقتضيات العيش في العصر الراهن القُدْرة على استيعاب هذه السمات من جهة، ثم القدرة على التجاوب معها (...)
إن المتأمل في السورة القرآنية –أياً كانت هذه السورة– يجد أنها كالبنيان يشد بعضه بعضاً، تنضفر مقدماتها بنتائجها، ويوطئ أولها لآخرها. وهذه الطريقة التي يؤلف بها القرآن الكريم بين مختلف الموضوعات في السورة القرآنية لِتعالج في النهاية موضوعاً واحداً، (...)
قال تعالى في معرض الكلام عن نبيه إبراهيم عليه السلام وعن أتباعه الخُلَّص: "لقد كان لكم فيهم إسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاَخر" [الممتحنة، 6].
فالأنبياء إذن، مثال هاد لمن قام في قلوبهم الشوق والتوق إلى ما عند الله سبحانه، وتجلى هذا الشوق وذاك (...)