المستوى الثالث: الترتيل هو المستوى الذي سماه الله عز وجل ترتيلا، والترتيل هو النضد، وهو الصفّ، وهو التنسيق في كل المستويات. والفم الرّتِل، هو الفم الذي قد انتضدت أسنانه[1]. والترتيل لا ينحصر فقط في المستوى الصوتي، بل ينتقل إلى المستوى المفاهيمي، وإلى المستوى المرجعي النسقي، ثم إلى المستوى التنزيلي، ثم إلى المستوى التقويمي، هذه المستويات يُسلم بعضها إلى بعض فإذا لم ترتل صوتا، لن تستبين ما هو الترتيل لفظا، والترتيل لفظا له مناهجه من دراسات مصطلحية ومفاهيمية وغيرها، دراسة للكلمة في بيئتها، وفي سياقها مع استحضار لضمائمها، ومشتقاتها، والتصنيف، وغير ذلك من الأمور التي تعطيك في النهاية فهما أقرب إلى الصواب للمصطلح القرآني، وهذا بدوره روض أنف، لم تطأه الأقدام الكافية وقد وجب! والله المستعان ————————— 1. الصحاح 4/1704، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز 3/35، "لسان العرب" (11/265)، تاج العروس 14/262، أساس البلاغة 220.