عثر بجانب خروف ميت معلق، تتدلى جثته من سقف بناية قديمة من المقرر أن تصبح المقر الجديد للمسجد المغربي في مدينة روزندال هولندية، على عبارة تقول: "لا للمساجد"، فيما أكد أحمد أحلالوش، رئيس المؤسسة الإسلامية في روزندال المسئولة عن إقامة المسجد أن هذا العمل لا يعبر إلا عن عقلية مريضة وذكر محمد أمزيان في مقال له على موقع إذاعة هولندا العالمية، (www.rnw.nl)، أن سكان الحي استنكروا العملية، التي تعد الأولى من نوعها في المدينة، واعتبروها "بلا طعم" وخارجة عن أدب اللياقة والتعايش. وقال إنه ليس هذا الحادث هو الأول من نوعه، ففي السابق أحرقت البناية وقيدت الدعوى ضد مجهول. إلا أنه "لأول مرة يقوم صاحب عقل مريض بتعليق جثة خروف على واجهة البناية". لكن الجيل الأول في هولندا ما زال يتذكر "المساعدا" التي كانت تأتيهم من المسيحيين. "حينما شرعنا في بناء مسجد روزندال، يقول أحد المواطنين، تلقينا دعما كبيرا من الكنيسة القريبة منا. تبرع راعي الكنيسة آنذاك بمبلغ وصل ثلاثين ألف خيلدر". تلك الأموال جمعتها الكنيسة من زوارها المسيحيين وتبرعت بها للمسلمين. ترحيل المسجد المغربي ويقع مسجد روزندال الحالي في حي شعبي يسمى "كالسدونك" أو حي فيليبس، وهو حي بني بعد الحرب العالمية الثانية على عجل لإيواء عمال معمل فيليبس المشهور. وبعد أن نقلت فيليبس وحدات إنتاجية إلى بولونيا وغيرها من البلدان، تغيُّرت "وظيفة" الحي، الشيء الذي دفع البلدية إلى التفكير في إعادة تهيئته لوظيفة أخرى: حي سكني يضم فيلات وسكن شعبي (اقتصادي). وهذا ما حتم "ترحيل المسجد المغربي والمسجد التركي المتجاورين إلى مكان آخر. وبعد عملية بحث اختار المغاربة بناية قديمة كانت تستخدمها شركة مشهورة للبناء. ويضيف صاحب المقال أنه "بعدما اقتنى مغاربة روزندال المكان الحالي لبناء مسجدهم الجديد، شرع سكان الحي في تنظيم الحملات ضد المشروع، متبعين في تحقيق ذلك شتى السبل، رسائل الاحتجاج للبلدية، وسائل الإعلام المحلية والإقليمية، دعاوى قضائية، وما إلى ذلك". غير أن "قرارات المحكمة كانت دوما في صالح المشروع". وكان من اللافت للنظر أن يبادر بعض الجيران إلى إمداد العاملين بكابلات الكهرباء، في بادرة فسرت على أنها إشارة قبول وترحيب. وأوضح أمزيان أن الحادث الأخير يهدف إلى "تسميم" الأجواء مجددا، إلا أن إجماعا حصل داخل الجالية المسلمة في المدينة أنها تتغاضى عما جرى، لحرمان الجاني من "سلاح" المزايدات، وخاصة في هذا الوقت الذي يقبل فيه الهولنديون على الانتخابات العامة. يذكر أن مسؤولو المؤسسة الإسلامية لم يقدموا ببلاغ ضد الجاني، تاركين الشرطة تقوم بمهمتها. موجهين رسالة لمن يقف خلف الحادث: "تعالوا نتحاور كي نشارك جميعا في بناء هذا المجتمع".