تعالج ندوة دولية انطلقت أشغالها، أمس الاربعاء (19 ماي/أيار 2010) بوجدة مسألة الاجتهاد باعتباره واجبا أساسيا لإيجاد حلول للمشاكل الحديثة التي يواجهها المسلمون في عالم يتغير باستمرار، وذلك من خلال توجه عقلاني وشمولي ومستلهم بالأساس من روح الشريعة الاسلامية. وتهدف الندوة، حسب المنظمين، إلى فتح نقاش حول بعض القضايا المتعلقة بالاجتهاد والتجديد والمشاكل المرتبطة به سواء على المستوى النظري أو التطبيقي. وجاء تنظيم هذه الندوة، التي تتواصل على مدى يومين، من قبل مركز الدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية بوجدة بشراكة مع جامعة محمد الأول بوجدة وبتعاون مع المجلس العلمي المحلي وكلية الآداب والعلوم الانسانية والاجتماعية، بمشاركة ثلة من العلماء والأساتذة الجامعيين مغاربة وأجانب. وسيتاقش المشاركون في هذا اللقاء الشروط المتطلبة لممارسة الاجتهاد والصيغة المناسبة لتطبيقه في سياق معاصر. وتميزت الجلسة الافتتاحية، على ما ذكره موقع وجدة البوابة (http://oujda-portail.net/ma)، على الخصوص بتقديم عرضين للأساتذة مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة وعضو المجلس العلمي الأعلى، ووهبة الزحيلي، عميد كلية الشريعة ورئيس الفقه الإسلامي ومذاهبه سابقا بجامعة دمشق وعضو المجامع الفقهية ، اللذان أكدا أن الاسلام طبق في جميع فترات تاريخه من خلال اهتمامه بمشاكل التغيير والثورة والتجديد، مشيرين إلى أن أبواب الاجتهاد لم تكن مقفلة. وبعد أن أبرزا مساهمة العلماء المغاربة في هذا المجال، وعلى المستوى العالمي، وشمولية تعاليم الشريعة الاسلامية على اعتبار أنها تمس مختلف مظاهر الحياة الانسانية، أشارا إلى أنه لا يمكن الالتجاء إلى الاجتهاد بخصوص قضية أو مشكل يوجد فيه نص قرآني صريح أو حديث نبوي شريف. وأضافا أن الاجتهاد، باعتباره جهد في التفكير والاستنباط يتوخى استخلاص قواعد شرعية انطلاقا من مصادر الشريعة الاسلامية وتطبيقها، يتطلب معرفة مقتضيات الشريعة التي تهم قضية معينة ويقتضي مراعاة دقيقة للنص القرآني والسنة، مبرزين أن العلماء يولون في هذا السياق أهمية كبرى لمصلحة الأفراد شريطة أن لا تكون هذه المصلحة تعبيرا عن مجرد رغبة أو هوى ولا تتعارض مع أحكام الشريعة. واعتبرا أن الاجتهاد يعد عملا مهما لتحقيق المبتغى الشمولي للاسلام بفضل دينامية مستمرة للتكيف مع متطلبات الفترة والسياق.