تميزت الجلسة الافتتاحية لمؤتمر مجموعة ال 77 أول أمس في قصر المؤتمرات بمراكش حول التعاون بين دول الجنوب فيما بينها بالرسالة الملكية الموجهة للمؤتمرين، وقد تلاها محمد بن عيسى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، وذكر فيها جلالته بانشغالات المجموعة 77 بخصوص إقامة تعاون متعدد الأطراف، ودمقرطة العلاقات الدولية باعتبارها أفضل وسيلة للمشاركة الفاعلة في المنظومة الأممية والمطالبة داخلها بإقامة تضامن حقيقي بين البلدان المتقدمة وتلك السائرة في طريق النمو. وجاء في الرسالة الملكية أن هذا المؤتمر، الذي يسعى إلى اتخاذ خطوات لتنفيذ مضمون إعلانات دولية حول مواضيع اجتماعية واقتصادية، يأتي بعد قمة هافانا واللقاءات الأخرى التي انعقدت بعدها، وأنه يعد فرصة مواتية لمواصلة النقاش حول التجارة الدولية بهدف ضمان انفتاح أسواق دول الشمال أمام صادرات دول الجنوب بغية تمكين هذه الأخيرة من تدعيم مواردها الذاتية وإنعاش الاستثمارات اللازمة لتنمية اقتصادياتها. وفي هذا السياق، قال جلالة الملك إننا لن نألو جهدا لبناء الاتحاد المغاربي لينهض بدوره الطبيعي في الربط بين أوروبا والدول، الإفريقية جنوب الصحراء؛ فالأجيال الصاعدة تنتظر منا التزاما حازما للتوجه نحو ترسيخ مقومات استمرارية وسيادة ووحدة الدول القوية باقتصادياتها المزدهرة وبدمقراطية المشاركة والقرب وضمان حقوق الإنسان، وتحرير الطاقات لبناء اقتصاديات منفتحة ومزدهرة ومنتجة للثروات موفرة للشغل، وبخاصة للشباب في إطار مجتمعات متضامنة. ومن جانب آخر، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في رسالة وجهها إلى المؤتمر أن البلدان السائرة في طريق النمو تواجه تحديات مهمة ومعقدة، مذكرا بأنه بعد مرور ربع قرن على المصادقة على مخطط بيونيس ايريس حول التعاون بين الدول النامية أصبح من اللازم التفكير في مد جسور التعاون بين كافة بلدان الجنوب، وذلك لإعطاء دفعة قوية للمبادلات بين هذه البلدان التي تمثل 80 في المائة من سكان العالم. وذكر المنظمون المغاربة للمؤتمر أن من الأسباب الطارئة لعقد المؤتمر فشل مفاوضات منظمة التجارة العالمية التي جرت في مدينة كانكون المكسيكية في شهر شتنبر الماضي، وأضافوا بأن الاقتصاد العالمي في ورطة لأنه لم يتم إجراء الإصلاحات التي اتفق عليها في الدوحة بقطر. ويجري الحديث حول أن هذا المؤتمر يهدف إلى توحيد موقف الدول النامية لإعطاء المفاوضات التجارية بداية جديدة. وسينكب مؤتمر مراكش، والذي تستمر أشغاله إلى يوم غد، على معالجة العديد من القضايا التي تصب في تصحيح مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدان الجنوب لبلوغ نموذج أمثل للتعاون بين هذه البلدان، مع تدارس قضية تسخير تكنولوجيا المعلوميات والاتصال في خدمة أهداف التنمية وغيرها من القضايا المرتبطة بدعم هذا التعاون. ويشارك في هذا المؤتمر إلى جانب الدول الأعضاء المنتمية إلى منظومة دول الجنوب دول أخرى منتمية إلى منظومة دول الشمال كالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا ومنظمات دولية كاليونسيف ومؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية، ومنظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية، وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية، ومنظمات إقليمية متكونة من تكتلات جهوية وأبناك... يذكر أن مجموعة 77 تأسست في العام ,1964 وكانت تقتصر العضوية فيها آنذاك على 77 دولة ومنظمة، لكنه باتت تضم حاليا 135 بالإضافة إلى الصين. عبد الغني بلوط - وكالات