أكد مؤتمر "الإسلام والغرب في عالم متغير" الذي عقد بالعاصمة السودانية الخرطوم من السبت 13-12-2003 إلى الإثنين 15-12-2003 أن الحوار مع الغرب يستلزم الاعتراف المتبادل والمتكافئ واحترام خصوصية الأمة الإسلامية، واعتبر أن مقاومة الاحتلال "جهاد مشروع .. وأكبر إرهاب هو إرهاب الدولة الذي تمارسه الدولة الصهيونية، وكذلك احتلال العراق وأفغانستان وكشمير، وغيرها من البلاد". وفي الجلسة الختامية للمؤتمر ليل الإثنين تلا الدكتور عصام البشير وزير الإرشاد والأوقاف السوداني التوصيات التي انتهى إليها المؤتمرون، وحددها في سبع نقاط رئيسية مختصرة، هي: 1-التأكيد على أن الإسلام بعقيدته وشريعته يعتمد الحوار وسيلة للبلاغ والتفاهم مع الآخر، انطلاقا من الاعتراف بكل الرسالات والكتب، بما لا يعارض التعددية والحرية، ليتحقق التعايش والتفاهم وتبادل المنافع بين الناس. 2- أن الحوار مع الغرب يستلزم الاعتراف المتبادل والمتكافئ واحترام الخصوصية للأمة الإسلامية، ورفض التدخل في برامجها التعليمية والثقافية والسياسية، والكف عن إلصاق التهم الزائفة بالإسلام ونبيه وشريعته، وتشويه صورته ومحاربته عن طريق الحصار والمقاطعة الاقتصادية والإرهاب الفكري والعملي. 3- الإرهاب هو ترويع الآمنين وسفك دمائهم المعصومة شرعا مما يدخل في مسمى الإفساد في الأرض، الأمر الذي قطع الإسلام بتحريمه. كما أكد المجتمعون أن مقاومة الاحتلال جهاد مشروع، وهو حق مقدس توجبه الشريعة الغراء، وتكفله المواثيق الدولية، وأن أكبر إرهاب هو إرهاب الدولة الذي تمارسه الدولة الصهيونية، وكذلك احتلال العراق وأفغانستان وكشمير، وغيرها من البلاد. 4- يرفض المؤتمرون مشروع الهيمنة الغربي، ومع ذلك يقدرون النظرة الموضوعية المنصفة لبعض الجمعيات والمؤسسات والجماهير في الغرب التي تحارب قوى الهيمنة. 5- تتقاسم الحضارات أقدارا من القيم المشتركة، والأمة الإسلامية تلتمس الحكمة النافعة من أي وعاء خرجت، دون ذوبان أو انكفاء. 6- الدعوة إلى تعزيز منهج الوسطية والاعتدال في ضوء مقاصد الشريعة. 7- دعوة الأمة الإسلامية إلى إحياء المصالحة الشاملة بين حكامها وشعوبها، بما يضمن الحريات والحقوق، واعتماد المنهج السلمي تمهيدا للإصلاح، وترتيب البيت من الداخل لتصبح الأمة قادرة على أداء رسالتها. وقال الدكتور عصام البشير: إنه سيتم وضع آلية لمتابعة تنفيذ هذه التوصيات، من قبل وزارة الإرشاد والأوقاف ومركز الدراسات الإستراتيجية السودانيين. ويقول مراقبون لأعمال المؤتمر: إنه كانت هناك صيغة لبيان ختامي إلا أن المشاركين بالمؤتمر أبدوا بعض الاعتراضات عليه حيث دار نقاش دام لمدة ساعتين، واتفقوا أخيرا على وضع هذه النقاط السبع المختصرة تمهيدا لصياغتها في بيان لاحقا. بعكس التوقعات شعار المؤتمر وجاءت هذه التوصيات مخالفة لما توقعه بعض المراقبين في السودان، من أن المؤتمر عقد لأهداف سياسية ولترويج مشروع السلام الذي تسير فيه الحكومة السودانية. ونفى منظمو المؤتمر ذلك، مؤكدين أنه لا علاقة للمؤتمر بالشأن السوداني الداخلي، وأنه جرى الترتيب له قبل أن يأخذ مشروع السلام هذا طريقه، وقد حدد له موعد سابق ولكنه تأجل. منبر مشترك وفي كلمته التي ألقاها في الجلسة الختامية للمؤتمر أعلن الأستاذ سيد الخطيب مدير مركز الدراسات الإستراتيجية بالسودان أن مؤتمر "الإسلام والغرب في عالم متغير ليس تنظيما وليس حركة وليس شكلا من أشكال العمل السياسي وإنما هو منبر أتيح لعلماء الأمة للاتفاق حول قواسم مشتركة تتجاوز حدود الأقطار المختلفة". وأضاف الخطيب: "ما نقوله اليوم من كلمات يمكن جدا أن يتحول في الغد إلى أفعال ... والمشاركون عازمون على أن يتوسع هذا الحوار بشكله المنبري هذا، لا بأي شكل تنظيمي؛ لأننا نريد أن يكون ما يقال يمثل ما تقوله كل الأمة الإسلامية لا ما يقوله هذا التنظيم أو ذاك". وتابع الخطيب قائلا: "حاولنا العمل فرادى فجرحنا وخسرنا واستفدنا من هذه العبرة، بأننا نحاول الآن أن نعمل بشكل جماعي". وأكد الخطيب أيضا أن "مصالح الآخرين (الغربيين) ستجبرهم على الإصغاء لصوت العالم الإسلامي". وحدة صف الحكام أما الشيخ أحمد الخليلي مفتي سلطنة عمان فقال في كلمته: "نوصي حكامنا بالائتلاف ووحدة الصف، والالتقاء جميعا على كلمة سواء، وأن الله أمر نبيه بمشاورة المؤمنين". وقال الدكتور أحمد علي الإمام مستشار الرئيس السوداني لشئون التأصيل: إن "العلم الحقيقي هو الذي يواكب بين الحقائق العلمية النسبية والحقائق الغيبية المطلقة، كما أننا يجب ألا نجعل حوار الحضارات منزلقا لإلغاء حضارتنا أو طمس عقيدتنا". ومن المقرر أن يتم نشر أوراق وفعاليات المؤتمر على موقع مركز الدراسات الإستراتيجية السوداني على شبكة الإنترنت www.sudastrat.org إسلام أون لاين