تشغل قضية المذيعات المحجبات ذهن القيادات في اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، بعد أن تردد أن عددهن وصل إلى 25 مذيعة، منهن 8 في القناة الخامسة، وباقي العدد في قناة النيل للمنوعات والقنوات المتخصصة، وواحدة في القناة الثانية. وحسب بعض المواقع الإلكترونية، فستنظر محكمة مجلس الدولة في مدينة الإسكندرية هذا الأسبوع في الدعوى المقامة من قبل غادة الطويل، المذيعة في التليفزيون المصري (القناة الخامسة)، التي منعت من الظهور على شاشة القناة المذكورة، بعد ارتدائها الحجاب في بدايات عام ,2002 حيث تم حجب ظهورها على الشاشة كقارئة نشرة، وحرمت من برامج كانت تقدمها. وأضافت المصادر ذاتها أن الدعوى مقامة ضد كل من وزير الإعلام، ورئيسة التليفزيون، ورئيسة القناة الخامسة، تشتكي فيها صاحبة الدعوى من الضرر الذي وقع عليها بعد حرمانها من الظهور على شاشة القناة الخامسة. وللإشارة، فغادة الطويل حاصلة على الإجازة في الآداب قسم اللغة الإنجليزية كانت قد التحقت بالتلفزة عام ,1990 كأول مذيعة هواء في القناة الخامسة التي أنشئت في الحقبة نفسها، واشتهرت ببرامج المنوعات والبرامج الثقافية. وفى بداية عام 2002 قررت ارتداء الحجاب، وأثناء وجودها في القناة مرتدية الحجاب أول مرة تلقت التهاني من زملائها، وبعد أيام قليلة علمت أن برامجها سحبت منها، وأسندت إلى زميلة أخرى، وتم إبلاغها بأنها ممنوعة من الظهور على الشاشة مرتدية الحجاب، وتحولت إلى مذيعة صوت فقط. وأكدت المواقع نفسها نقلا عن غادة أنها حصلت على فتوى مكتوبة من علي جمعة مفتي الديار المصرية تدعم صحة قراراها في موقفها ضد المسؤولين. وحول ما إذا كانت تنوي التنازل عن الدعوى إذا حصلت على تعويض مناسب، قالت إنها تطالب بحقها ولا تعلم هل تعاقب لأنها نفذت أمرا طالب به الله سبحانه. على الصعيد نفسه، تنظر المحكمة ذاتها في قضية أخرى لمذيعة في القناة نفسها، وهي هالة المالكي التي أقامت دعوى ضد الثلاثي (الوزير ورئيسة التليفزيون ورئيسة القناة الخامسة)، بعدما حرمت هي الأخرى من الظهور على الشاشة بعد ارتدائها الحجاب في الربع الأول من عام .2002 وقالت هالة المالكي، التي اشتهرت بأنها مذيعة البرامج الخدماتية التي كانت تناقش هموم البسطاء، وأشهرها كان يبث عبر شاشة الخامسة تحت مسمى خدمتك، إنها تطالب من العدالة أن تتفهم حقيقة القضية التي مضمونها الضرر الذي وقع لها بسبب عدم الظهور على الشاشة، وحرمانها من البرامج التي كانت تقدمها دون إبداء أسباب واضحة. وأضافت هالة قائلة حسب المواقع نفسها إنه سحب منها 6 برامج كانت تقدمها، وتم إسناد تقديمها لزميلة أخرى، وتحولت هي إلى مذيعة صوت، وبعد أن فشلت في إيجاد صيغة للتفاهم مع المسؤولين، أقدمت على رفع الدعوى القضائية المدعمة بفتوى من مفتي الديار المصرية، وتأييد شيخ الأزهر. ومما تجدر الإشارة إليه، هو أن قضية غادة، وهالة ليست هي القضية الوحيدة التي برزت على الساحة، في ما عرف بقضية المذيعات المحجبات، ولكنهما مجرد حالتين تضافان إلى عشرات الحالات التي تم التضييق عليها داخل مؤسسة التلفزة المصرية بعد ارتدائهن الحجاب، لدرجة وصلت تلك الحالات إلى خمس وعشرين حالة. وهو ما يطرح عددا من علامات الاستفهام حول هذه الإجراءات المخالفة لقواعد الشريعة الإسلامية التي تفرض الحجاب على النساء، دون رقيب أو حسيب. التجديد/وكالات