بعد عملية التفجير التي استهدفت مجمّعاً سكنياً في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية قبل أيام، صرّح مصدر مسؤول في (حماس) أمس بأن حركة المقاومة الإسلامية تعبّر عن استنكارها لعملية التفجير التي استهدفت المجمّع السكني في مدينة الرياض، والذي ذهب ضحيته أناس أبرياء من الأطفال والنساء وغيرهم من المدنيين. وأضاف المسؤول في تصريحه الذي نشر على موقع المركزالفلسطيني للإعلام إنّ حركة حماس ترى أنّ مثل هذه الأعمال من شأنها الإضرار بأمن واستقرار بلد عربي مسلم يمثّل جزءاً مهماً وأساسياً من أمّتنا، التي نريد لها أن تكون قويّة ومنيعة في مواجهة التحديات الخارجية التي تستهدفها من قبل أعدائها. ودعا المسؤول في (حماس) الأمّة العربية والإسلامية على المستويين الرسمي والشعبي إلى رصّ الصفوف وتعزيز الجبهة الداخلية في مواجهة الأخطار المحدقة بها. ومن جهة ثانية ناشد الدكتور محسن العواجي الناشط الإصلاحي السعودي علماء ومشايخ ومثقفي الأمة من أقصاها إلى أدناها التحرك بشكل سريع لدعم ما أطلق عليه مبادرة رمضان المبارك لوقف نزيف الدم بين الدولة وبعض من أبنائها الذين لم يتورطوا بعد في أية عمليات ضد إخوانهم في الدين والوطن. وكشف العواجي، في تصريحات لإسلام أون لاين أول أمس الثلاثاء، أن المبادرة تتعرض لهجوم عنيف من قبل بعض التيارات التي قفزت لتصفية حسابات فكرية لا تمت بصلة إلى الأزمة التي تعيشها البلاد. وحذر العواجي من ضياع المبادرة في التأييد والمباركات، مشيرًا إلى ضرورة التحرك السريع بخطوات عملية محسوبة في اتجاه تفعيلها ووضعها موضع التطبيق. وفي مصر، أكد الكاتب الصحافي والمفكر الإسلامي فهمي هويدي أن إخلاص الطرفين مهم جدًّا في نجاح مثل تلك المبادرات. وأضاف هويدي لإسلام أون لاينأنه من المتوقع دخول أطراف على الخط تريد إفشال المبادرة، مذكرًا بأن هذا حدث في مصر عام .1993 ورأى هويدي أن الطرف الحكومي قد يحاول أيضًا توظيف الأمر كله لصالحه، وهذا إشكال يجب أن يناقش ويتم الانتباه إليه وتابع: بالطبع إذا كان الطرفان مستعدين، فسوف تنجح الوساطة أما إذا كان أحد الأطراف ليس لديه استعداد فالفشل سيكون حليفها. كما اعتبر هويدي أن الأزمة في السعودية خطيرة للغاية، ولكن الأمر يتوقف على إرادة السلطة، فهل هي مستعدة لمنح المجتمع دورا أم لا، مشيرًا إلى إطلاق عدد من المبادرات المماثلة في مصر والجزائر، ولكن السلطة كان لها رأي آخر وخاصة أجهزة الأمن بها. وأكد هويدي على ضرورة مخاطبة الجهات السياسية في أي مبادرة يطلقها نشطاء سياسيون؛ لأن أجهزة الأمن غالبًا ما تقدر الأوضاع تقديرًا غير دقيق. وندد الشيخ سلمان بن فهد العودة أحد العلماء البارزين في المملكة العربية السعودية من جهته بالتفجيرات التي وقعت في الرياض، ووصفها بالعبثية وبأنها هدية ثمينة لأعداء الدين والأمة. وقال الشيخ العودة في بيان نقلته الجزيرة إن هذه الأعمال تدق نواقيس الخطر وتدل على وجود خلل ما، ينبغي أن يدار حوار ناضج لتشخيصه ورسمِ طرق الخلاص منه. واعتَبر أن البرنامج التربوي والخطاب الدعوي والنظام السياسي في المملكة تساهم في صناعة مناخ قابل للانفجار، حسب نص البيان. وقالت الباحثة السعودية، مضاوي طلال الرشيد من ناحيتها، إن السياسات التي تنتهجها الأسرة الحاكمة في السعودية تتعارض، حسب رأيها، مع طموحات الشعب السعودي. واعتبرت أن الهجمات التي تشهدها المملكة هي نتيجة لسياسة القمع التي تنتهجها الأسرة الحاكمة على حد تعبيرها. ويرى المحلل السياسي السعودي توفيق سيف أن الانسداد السياسي والإحباط من إمكانية الإصلاح، وتفاقم المشكلات الاقتصادية هي التي أدت إلى بروز هذه الظاهرة. وأضاف في اتصال مع الجزيرة أن ما يحدث في السعودية هو تراكم وثمن متأخر لمشكلة لم تتم معالجتها منذ عام 1991 عندما كانت هناك مطالبات جدية تدعو الحكومة لتوسيع قنوات التعبير وإقامة مجلس شورى منتخب لكن الدولة تأخرت كثيرا جدا في ذلك. واعتبر الكاتب الصحافي داوود الشريان أن التعويل على تنظيم القاعدة قد يكون مضللا، لأن من يقومون بهذه الأعمال هم مواطنون سعوديون تدربوا بالداخل. وقالت مصادر صحفية سعودية إن الأجهزة الأمنية توصلت إلى معلومات مهمة قامت على أساسها بملاحقة من تشتبه بضلوعهم في الهجمات. واعتقلت السلطات السعودية عددا من المشتبه بهم عقب التفجير وأفرجت عنهم بعد التحقيق. والمعلومة الوحيدة المتوفرة التي أشارت إليها التحقيقات تفيد بأن شخصين كانا موجودين داخل السيارة التي انفجرت في المجمع. إ.العلوي