تتسارع التطورات بأرض الحرمين بشكل ينذر بانفلات الأوضاع وانهيار الأمن والاستقرار، فمن جهة يزداد الضغط الأمريكي على السعودية بهدف التحكم أكثر في السياسات الداخلية والخارجية لها، ومن جهة تنامت وتيرة الأعمال المسلحة والتفجيرات، واعتقال مجموعة من المشتبه في تورطهم في التخطيط لعمليات عنف ضد الوجود الأمريكي، وتمثل هذه التطورات تحولا نوعيا داخل السعودية، ففي وقت متزامن، أعلنت السلطات السعودية عن اعتقال مجموعة من 19 فردا وحجز أسلحة متعددة وارتباط ذلك بالتخطيط لهجمات كبيرة، تلتها سلسلة التفجيرات الضخمة التي استهدفت مجمعات سكنية وأودت بحياة عدد كبير منهم 10 أمريكيين، كما جرح أزيد من 160 ضمنهم حوالي 44 أمريكي، وإعلان السلطات عن إصدار الأمر "برفع درجة التأهب والاستعداد الامني في جميع مناطق المملكة". وبعدها بساعات قدم إلى الرياض وزير الخارجية الأمريكي كولن باول ، وذلك بعد أن أعلن في القاهرة عن أجندة جديدة في علاقات الولاياتالمتحدةالأمريكية بالمنطقة، وعن تصميم أمريكي لتغييرها في أفق سنة2013. تحمل هذه التطورات احتمالات سلبية عن انزلاق الوضع الأمني والاستقرار العام للبلاد وانفلاته، قد تستفحل إذا لم يقع تداركها ومعالجتها قبل فوات الأوان، وهو ما يصعب إنجازه في غياب استيعاب سليم للأسباب التي أنتجتها وساهمت في تقويتها، وهي في مجموعها ترتبط الاستفزاز الذي يمثله الوجود العسكري والأمني الأمريكي في المنطقة منذ أزيد من عقد، والذي ازداد بعد العدوان الأخير على العراق واحتلاله، ورغم قرار سحب القوات الأمريكية من السعودية والذي أعلن عنه في زيارة وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد نهاية أبريل الماضي للسعودية، إلا أنه في المقابل تنامي الشعور بتعاظم سياسات التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية، وخصوصا منذ أحداث الحادي عشر من شتنبر، باعتبار الاتهام الأمريكي غير المباشر للسعودية بأنها تتحمل مسؤولية كبيرة عن هذه التفجيرات، والتدليل على ذلك بكون 15 متهما بتفجيرات 11 شتنبر هم من ذوي الأصل السعودي، وهو ما عزز مطالبات جهات أمريكية متصهينة ونافذة بضرورة تغيير مناهج التعليم الديني بالسعودية وإيقاف مؤسسات العمل الخيري والاجتماعي والتضييق عليها فضلا عن استغلال ورقة حقوق الإنسان من أجل مناهضة سياسات تطبيق الشريعة الإسلامية، وإدماج السعودية في مبادرة تصدير الديموقراطية التي أعلن عنها من طرف كولن باول في دجنبر الماضي، ويكفي أن نذر بان السعودية لم تعرف مثل هذه الأحداث إلا بعد مجيء القوات العسكرية الأمريكية للمنطقة واستقرارها بها منذ سنة 1990، باستثناء ما جرى من أحداث في نهاية السبعينات فيما عرف بأحداث الحرم المكي والتي تم احتواءها بسرعة. كما ترتبط هذه الأسباب بالسياسات الأمريكية المنحازة إزاء القضية الفلسطينية واصطفافها لصالح الكيان الصهيوني، في الوقت الذي واصلت فيه سياسات التهديد باستعمال القوة العسكرية لفرض شروطها على الدول العربية، وخصوصا بعد احتلال العراق وانكشاف وهم التحرير والديموقراطية، والتهديدات التي وجهت لسوريا والمطالبة بتصفية المقاومة اللبنانية وتفكيكها رغم استمرار الاحتلال الصهيوني لمناطق من الجنوب اللبناني، ثم القول بأن أمريكا غير مستعدة لهدر الوقت للتفاوض بخصوص "خريطة الطريق"، والتي تتضمن تصورا لتسوية القضية الفلسطينية ينطلق من إيقاف الانتفاضة وإجهاضها. لم تستفد الولاياتالمتحدة من دروس أحداث الحادي عشر من شتنبر وتوالت منذ ذلك الحين سلسلة من التفجيرات آخرها ما جرى بالرياض، بل إن المؤاشرات تدل على أن هذا التوجه سيتزايد حجم المنخرطين فيه، بعد التقدم الذي عرفته قوات الطالبان وتراخي القوة العسكرية الأمريكية بأرض أفغانستان، وهو ما تم أيضا في الشيشان، دون أن نغفل تطورات المقاومة العراقية وازدياد الرفض المدني للوجود الاستعماري الأمريكي بالعراق، وهو ما يجعلنا نعتبر أن الأمن الذي تحمله الولاياتالمتحدةالأمريكية للمنطقة هو أمن سطحي ومشوه يزرع بذور التوتر ويغذي أسباب الانفجار، أي أنه لا يحل المشكلة بل يؤجلها لتزداد استفحالا في المستقبل. لقد كنا وما نزال ضد العمل المسلح والعنف كاختيار وتوجه في العمل الإسلامي، وهو ما يجعلنا لا نتفق مع ما جرى من تفجيرات ونضم صوتنا إلى باقي الأصوات التي علت للتحذير من هذا المنزلق، والذي كانت نتائجه في عدد من التجارب سلبية أدت إلى تضييع مصالح وإرباك الأوضاع وتقديم المبررات للتدخل الأجنبي، وهو ما يطرح مسؤولية كبرى على القوى والمؤسسات الإسلامية الرافضة لهذا التوجه من أجل الترشيد، اللهم إلا في حالات المقاومة المشروعة للاستعمار، وفي الوقت نفسه نعتبر أن الولاياتالمتحدة مدعوة لمراجعة عميقة لمجمل سياساتها إزاء المنطقة والإقدام على الإخلاء الشامل لها من الوجود العسكري، وانتهاج سياسة عادلة تستجيب للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، كما تترك للشعب العراقي حقه في تدبير تقرير مصيره واختيار النظام السياسي الذي يجسد هويته وتطلعاته، كما تعيد صياغة علاقتها مع عموم المنطقة العربية والإسلامية وفق قيم الاحترام المتبادل والتعايش الإيجابي لا على السيطرة على مقدراتها وثرواتها والتحكم في سياستها الداخلية والخارجية، وإلا فالبديل هو مزيد من الفوضي واللاستقرار وغياب الأمن. مصطفى الخلفي أهم التطورات الأخيرة 29 /04/2003 الولاياتالمتحدة تقرر نقل مقرها في منطقة الخليج من السعودية الي قطر والمحللون يعتبرون أن ذلك مؤشرا علي بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين من شأنها أن تخفف من التوترات الداخلية في المملكة وتتيح في الوقت ذاته الفرصة لواشنطن بانتقاد السعوديين حول عدد من القضايا من بينها حقوق الانسان والديمقراطية، مع الإشارة إلى أن تواجد القوات الامريكية في قاعدة الامير سلطان الجوية بالسعودية أصبح محل خلاف متزايد بين البلدين منذ مدة ليست باليسيرة. 01/05/2003 إصابة أمركي في هجوم بقاعدة الملك عبد العزيز البحرية أطلق احد الاشخاص المجهولين في قاعدة الملك عبد العزيز البحرية بالجبيل النار علي المدعو جورج بيبولز، الأمريكي الجنسية ويعمل في شركة بان نسنا المتعاقدة مع القوات البحرية الملكية السعودية بالجبيل ، وتم نقل المصاب الي مستشفي القاعدة البحرية بالجبيل لتلقي العلاج اللازم . 2/05/2003 أمريكا تحذر من السفر للسعودية خشية هجوم جديد من القاعدة مسؤول امريكي يعلن أن أجهزة المخابرات الامريكية لديها معلومات موثوق به من مصادر متعددة عن مؤامرة محتملة لشبكة القاعدة ضد أهداف أمريكية في السعودية، وهو ما أدي لإصدار تحذير حديث بشأن السفر.وقال المسؤول طالبا عدم نشر اسمه من المؤكد إنها (المعلومات) موثوق بها . ولم تشر المعلومات تفاصيل أخري عن موعده ومكانه وكيفية تنفيذه. 7/05/2003 هيئة ملكية سعودية لتقديم النصح بإتجاه تقويم الحكم و إيقاف فساد بعض الأمراء أعلن الأمير سلطان بن تركي بن عبد العزيز آل سعود عن إنشاء هيئة سياسية ملكية سعودية تعمل من اجل تقديم النصح بإتجاه تقويم الحكم في البلاد، مؤكدا علي ان تحقيق المشاركة الشعبية في ادارة حكم البلاد وفقا لمبادئ الشوري الاسلامية سيكون من مهامها الرئيسية، اضافة الي العمل علي ايقاف الفساد الذي ينتهجه بعض الامراء والبعض من كبار المسؤولين ورجال الاعمال. وقال ، نجل شقيق العاهل السعودي الملك فهد في بيان صدر أمس وتلقته القدس العربي ، ان الاعلان عن انشاء الهيئة السياسية الملكية السعودية برئاسته يأتي نظرا للظروف السائدة حاليا، وما يتطلبه الوضع من وجوب العمل علي الاصلاح والمساهمة بكل ما من شأنه تحقيق التقدم والرفاه للمملكة العربية السعودية ، مشيرا الي ان من مهام الهيئة الرئيسية العمل علي تقديم المشورة والنصح بإتجاه تقويم الحكم واعادة ارساء دعائمه استنادا الي مبادئ الشريعة الاسلامية والاسس التي اعتمدها وارساها جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود مؤسس المملكة. 07/05/2003 ضبطت كمية كبيرة من المتفجرات في الرياض وزارة الداخلية السعودية تعلن ان قوات الامن تمكنت من احباط محاولة ارهابية كبيرة مساء الثلاثاء 7ماي الجاري في مدينة الرياض وضبط كمية كبيرة من المتفجرات. ونقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية بيانا عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية جاء فيه ان القوات الامنية السعودية تمكنت من ضبط كمية كبيرة من المتفجرات والأسلحة والذخائر المعدة للقيام باعمال ارهابية مدمرة وذلك اثناء قيام فرق البحث والتحري في الاجهزة الامنية بواجباتها في تعقب اشخاص مطلوب القبض عليهم لعلاقتهم بحادث تفجير وقع في منزل شرق الرياض في الثامن عشر من مارس الماضي. 08/05/2003 السلطات السعودية تعلن انها تلاحق خلية ضخمة لتنظيم القاعدة السلطات السعودية تعلن انها تلاحق خلية ضخمة لتنظيم القاعدة تعتبر الأخطر التي اعلن عنها حتي الان، وكانت تخطط لارتكاب اعتداءات تزعزع الاستقرار في المملكة. واعلن وزير الداخلية الامير نايف بن عبد العزيز حسب ما نقلت عنه امس الخميس صحيفة الرياض السعودية ان الخلية الارهابية التي اعلن عنها الاربعاء والتي تضم 19 شخصا علي الاقل تابعة لتنظيم القاعدة وكانت تعد لارتكاب اعمال ارهابية خطيرة في المملكة. 2003/05/12-11/05/2003 منظمة سعودية مقربة من القاعدة تدعو الي ضرب المصالح الامريكية في العالم دعت منظمة سعودية قريبة من تنظيم القاعدة امس الاحد انصارها الي ضرب المصالح الامريكية في العالم ردا علي اعلان الرياض قبل أيام ضبط كمية من الاسلحة والمتفجرات. ونشر موقع الساحة. نت علي شبكة الانترنت بيانا باسم المجاهدون في جزيرة العرب اشار الي الاسلحة التي تم ضبطها في الرياض الاربعاء وقال ان هذه المواد المتفجرة والاسلحة الرشاشة ما قمنا بتصنيعها وشرائها لترويع الامنين وقتل المسلمين انما جمعناها لنقتل بها النصاري الصليبيين المعتدين علي ديارنا وديار المسلمين حيث تخرج طائراتهم من اراضينا لتقصف المسلمين في افغانستان والعراق بالقنابل الحارقة والصواريخ المدمرة في اشارة الي الامريكيين. 13/05/2003 تفجيرات ضخمة بالرياض تسفر عن مقتل 10 أمريكيين وجرح حوالي 44 منهم. 13/05/2003 باول في السعودية اليوم لبحث العلاقات وعراق ما بعد الحرب