في مذكرتها التقديمية للميزانية المالية المخصصة لها برسم الميزانية العامة لسنة ,2004 قامت وزارة الثقافة بجرد لحصيلة إنجازاتها خلال 2003 التي لم ترق إلى المستوى المطلوب، مما يكشف عجز الوزارة عن التجاوب مع تطلعات المثقف المغربي والرأي العام الذي يتطلع إلى ممارسة ثقافية جديدة وجادة وتدبير إيجابي للمسألة الثقافية ببلادنا. وعلى سبيل المثال فإن عدد الإصدارات التي أصدرتها الوزارة في السنة الماضية لم يتجاوز 18كتابا، جزء منها يندرج ضمن سلسلات دأبت الوزارة على إصدارها، وبعضها تجميع لوقائع ندوات أقيمت في مناسبات مختلفة تحت رعاية الوزارة، ولم تصدر وزارة الثقافة ضمن سلسلةالإصدار الأول سوى كتابين إثنين، ما يتناقض مع خطابها حول دعوى إستقطاب الأقلام الجديدة ودعم إصداراتها الأولى. وتكشف الميزانية المخصصة لوزارة الثقافة لهذا العام، والتي تسير في نفس منحى الميزانيات السابقة، تدني الأهمية المعطاة لهدا القطاع في بلادنا، إذ لا تزال لم تصل بعد إلى المستوى المتعارف عليه دوليا وهو 1 في المائة من الميزانية العامة للدولة. وهكذا تم تخصيص 237.287.000درهم خصص منها مبلغ 56911000 للاستثمار أي حوالي 24 في المائة و180376000درهم للتسيير أي بنسبة 76 في المائة. وتوزعت ميزانية التسيير على اعتمادات مخصصة للموظفين وإعتمادات المعدات والنفقات المختلفة، وتهم هده الأخيرة إعتمادات التسيير العادي التي تقلصت قليلا عن السنة الماضية من 50,47 إلى 47010في المائة، واعتمادات التنشيط الثقافي التي شهدت تقدما طفيفا من 50,53إلى 90,53في المائة عن نفس الفترة. أما ميزانية الإستثمار فهي تقدر بما قيمته 56.911.000درهم يضاف إليها مبلغ 33.000.000 درهم تم رصده من طرف الوزارة في إطار ميزانية الصندوق الوطني للعمل الثقافي. ومعلوم أن مدا خيل الصندوق المذكور تتأتى من رسوم دخول وزيارة المتاحف والمواقع التاريخية ورسوم التسجيل بالمعاهد الموسيقية التابعة للوزارة وبيع منشورات الوزارة أو ما تعيد إنتاجه من وثائق، وقد تم رصد هده الإعتمادات لبناء دور للثقافة في ثمانية مدن مغربية مدرجة في إطار برنامج ميدا، وإحداث متحف وطني لفنون المعاصرة بالرباط ومعهد موسيقي بسلا والشطر الثاني من متحف الأطلس المتوسط بآزرو وترميم المآثر التاريخية والمواقع الأثرية وإنجاز الشطر الثاني من تهيئة الخزانات بطنجة وإقتناء المؤلفات التقنية والبيداغوجية واقتناء السيارات لفائدة مصالح الوزارة ومعدات مطبعية لمجلة المناهل التي تصدر عنها. وقد أكد وزير الثقافة محمد الأشعري في مداخلته أمام لجنة الخارجية والدفاع الوطني بمجلس النواب أن الوزارة أحدثت 11 حزانة متعددة الوسائط بالمجال الحضري و100 خزانةنقط قراءة في المجال الحضري وشبه الحضري وفي المجال القروي، وأحدثت 6 خزانات عمومية في إطار الشراكة مع المجالات المختلفة، ودعم وتقوية خزانات قائمة ، كما قامت الوزارة بتوزيع 63175 كتابا على 72 خزانة بما فيها الخزانات العمومية التابعة للوزارة وخزانات بعض المؤسسات الثقافية والإجتماعية، وفي مجال الإنتاج المسرحي تم تدعيم 159 عرضا مسرحيا، وفي مجال التشكيل إحتضنت قاعات العرض التابعة للوزارة 28 عرضا تشكيليا. من ناحية أخرى أكدت المذكرة التقديمية أيضا على أن ميزانية الصندوق الوطني للعمل الثقافي سيتم توظيفها في تناسق مع الميزانية العامة للوزارة من أجل تحقيق الأهداف التالية: ترميم المآثر التاريخية وتجهيز المتاحف، ودعم الكتاب والنشر ودعم المسرح وتنظيم المهرجانات والملتقيات الثقافية والفنية ودعم مختلف التظاهرات. إنها تطلعات تستحق أن تثير التفاؤل لو غادرت الوزارة مفهومها للمهرجانات والملتقيات واعتبرت أن الثقافة المغربية ليست ثقافة الأقرباء والأولياء وانما هي أوسع من دلك بكثير وأن دعم الكتاب والنشر يتطلب الإقلاع عن ثقافة المحاباة لدى وزارة الثقافة. إدريس الكنبوري