لا تفاضل بين الرواة كلهم أولياء لله حدثنا عن بعض من سيرة الإمام حفص؟ كل هؤلاء الرواة هم أولياء لله، وكان حفص يتميز بورعه، وبحبه للحق وبحبه لفقراءس والمساكين، وكان يداوم على قراءة القرآن ولذلك كان عاصم يقربه كثيرا منه لهذه الخصال الحميدة، فالله سبحانه وتعالى هو الذي قدر وأمر أن يكون هؤلاء الرواة هم حفظة القرآن الكريم، فهو عز وجل يقول: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). وبما يحفظه؟ بأمره هؤلاء الناس فيقرأون كما أمر سبحانه وتعالى بالروابات التي أرادها الله تبارك وتعالى، وقرأها جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر كل هؤلاء الأشخاص وهم لا يقصدون إلى ذلك بل بالرغم منهم بحفظ القرآن فهذه إرادة الله عز وجل تجلت في هؤلاء قرأوا بما أراد الله أن يقرأوا لا بما أرادوا هم، ليحتفظ بالقرآن كما أخبرنا بذلك. من هو الراوي الثاني لنافع؟ الراوي الثاني عن الإمام نافع هو ورش. وقالون هو الأول، وروايته تشبه رواية حفص عن عاصم جدا، فنفس الهمزة الموجودة عند حفص، لا يسهلها ولا يبدلها، وقالون أيضا لا يميل إلا كلمتين، بخلاف ورش الذي يميل كثيرا، فقالون يميل (هار) إمالة كبرى، و(التوراة) يميلها في وجهين، فهو يفتحها والإمالة هي الوجه الثاني عنده، لهذا كما قلت يقترب كثيرا من حفص. وأيضا يخفف هُوَ إذا سبقتها واو أو فاء مفتوحة فيقرأها فَهْوَ أو وَهْوَ على عكس ورش فإنه لا يخففها. حاوره خليل بن شهبة