أفرجت الشرطة الجزائرية فجر أمس عن علي بلحاج نائب زعيم الجبهة الإسلامية للإنقاذ بعد اعتقاله سبع ساعات لاستجوابه. وقال مسؤول بالجبهة في تصريحات نشرها موقع جماعة الإخوان المسلمين المصرية أمس إن بلحاج اعتُقل بينما كان يقود سيارته مع أبنائه، قاصدًا مدينة (تيزو وزو) بشرق البلاد؛ لأداء صلاة الجمعة هناك. وأضاف المسؤول أن الشرطة أطلقت سراح بلحاج بعد استجوابه بشأن أسباب سفره، وبشأن كلمة ألقاها بأحد مساجد العاصمة في الليلة التي سبقت الاعتقال، وقال مسؤول الجبهة إن من المفترض أن يحصل بلحاج على تصريح رسمي للسفر إلى أي مكان يريده خارج الجزائر العاصمة، وأكدت الشرطة احتجاز بلحاج دون الخوض في تفاصيل. وكانت السلطات الجزائرية قد أطلقت سراح بلحاج في يوليوز الماضي مع زعيم الجبهة عباس مدني (72 عامًا)، وأمضى الرجلان 12 عامًا في السجن؛ بتهمة تهديد أمن الدولة، ومُنعا من ممارسة أي نشاط سياسي، وقبِل مدني شروط الإفراج عنه، بينما رفض بلحاج التوقيع على هذه الشروط، واعتقل بلحاج منذ ذلك الحين مرةً واحدةً؛ لإدلائه بتصريحات عامة ولقيامه بتحركات غير مصرح بها, حسب الرواية الجزائرية الرسمية. وقالت مصادر مقربة من عائلة بلحاج لصحيفة الشرق الأوسط أول أمس إن سيارة الشرطة المكلفة بحراسة بلحاج أوقفته في المخرج الشرقي للعاصمة عندما كان في طريقه إلى مدينة (تيزي وزو) لأداء صلاة الجمعة أمس، وطلب منه أحد ركاب السيارة مرافقتهم إلى محافظة الشرطة المركزية بالعاصمة، وقد أبدى علي بلحاج ترددًا، وطلب من الشرطة تسليمه استدعاءً رسميًا، إلا أن إصرار الشرطة على اقتياده, والبكاء الصادر عن أصغر أولاده الذين كانوا يرافقونه جعلاه يرضخ لأمر رجال الشرطة. وأضافت المصادر ذاتها أنه تبين فيما بعد أن سبب اعتقاله هو كلام صدر عنه بعد صلاة التراويح الليلة التي سبقت الاعتقال، في المسجد الكبير بحي حسين داي في العاصمة، عندما خاطب جمعًا من المصلين بقوله: إن تلاوة القرآن أمر جميل، لكن الأجمل منه هو أن نتدبر معانيه. كما قالت نفس المصادر إن الشرطة سألت بلحاج عن سبب توجهه قبل أقل من شهر إلى مقر دار الصحافة لمقابلة الصحفية سليمة تلمساني- التي كتبت مقالاً عنه تقول فيه إنه يسعى منذ الإفراج عنه إلى إعادة علاقاته بالتنظيمات الإرهابية. ومعلوم أن القضاء العسكري الجزائري فرض على بلحاج وعباسي مدني- منذ الإفراج عنهما- قائمةً من الممنوعات، منها عدم إدلائهما بأي تصريح إلى الصحافة، وعدم تقديم أي دروس أو خطب في المساجد. وما يزال علي بلحاج محل رقابة لصيقة من قبل قوات الأمن، في حين تمكن عباس مدني من الحصول على جواز سفر وغادر الجزائر، قبل شهرين إلى ماليزيا بغرض العلاج، وهو الآن يقيم هناك مع أولاده وأهله الذين كانوا يعيشون في المنفَى. التجديد+وكالات