تعرف المدينة القديمة بسلا احتجاجات وتذمرا كبيرا في صفوف التجار، وترجع أسباب ذلك إلى تحويل الجوطية من سوق الغزل إلى ساحة التريبعة ورأس الخرازين وسوق السباط، وقد شهدت المدينة القديمة فور هذا التحويل فوضى عارمة واحتج التجار بشدة، إلا أن السلطات المحلية وعدتهم بأن الأمر سوف يكون مرحليا فقط، ولكنه استمر لحوالي شهر دون أن يتغير شيء. وقد شمل ضرر هذا التحويل أكثر من 22 دكانا يؤدي أصحابها الضرائب القانونية، وشهدت حركة الرواج لدى الخرازة مثلا شبه توقف بسبب انسداد الطرق والممرات المؤدية إلى محلاتهم، بل منهم من تم استغلال واجهات محلاتهم من لدن أصحاب الجوطية لعرض سلعهم، ومن التجار كذلك من انقطعت الصلة بينهم وبين مخازنهم (الديبوات). وبالإضافة إلى خنق حركة السير وإضعاف الرواج التجاري في المدينة القديمة، فإن التحويل المذكور سبب اكتظاظا تنشط معه حركة اللصوص وتشجع على الإجرام، وتخلق وضعا يصعب على رجال الأمن التحكم فيه. وحسب مصادر من عين المكان، فقد اتصل ممثلو التجار بالسلطات المحلية وقدموا شكاية لدى قائد المقاطعة الأولى مصحوبة بتوقيعات التجار المتضررين (توصلت التجديد بنسخة منها)، وقد توصل المشتكون بوعد بحل المشكل في أقرب وقت ممكن، غير أن الأمر لم يتعد حدود الوعد إلى مجال الفعل والتحقيق. كما اتصل ممثلو التجار برئيس مقاطعة سلاالمدينة الدكتور نور الدين الأزرق، فوعدهم بالتدخل لدى السلطات بالعمالة لحل المشكل، لكن ذلك لم يقع. ويتخوف التجار المتضررون من أن تستمر هذه الفوضى في شهر رمضان، فتكون بذلك ضربة قاضية لتجارتهم التي يعولون على شهر الصيام من أجل انتعاشها، لما يعرفه هذا الشهر العظيم من رواج تجاري استثنائي. وحسب تصريحات بعضهم، فهم يهددون بالالتجاء إلى جميع الوسائل القانونية والمشروعة لحماية حقوقهم ورفع الضرر عنهم. يذكر أن تجار المدينة القديمة بسلا سبق وأن عانوا من عدة مشاكل وتضييقات من قبل، أثرت سلبا على المردودية التجارية بالمدينة، وكان أهمها تنظيم المعرض التجاري بمناسبة مهرجان سلا بساحة باب المريسة، الذي شارك فيه تجار متجولون من خارج المدينة وأقصي التجار المحليون، مما سبب ضعفا في الرواج التجاري، أدى إلى احتجاج التجار بشدة، بالإضافة إلى مشكل الباعة المتجولين الذين تغض السلطات الطرف عنهم، ويضرون بمصالح التجار القارين الذين تثقل الضرائب والرسوم كواهلهم، كما سبق وأن اشتكى التجار أنفسهم من مشكل النقل، حيث تم تحويل محطة الطاكسيات الكبيرة من مكانها المعتاد، وأبعدت عن المدينة القديمة، وهو ما أثر بدوره بشكل سلبي على الرواج التجاري. محمد أعماري