أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس مساء يوم الخميس 9 أكتوبر 2003 أن فرنسا والمغرب تربطهما علاقات فريدة، نسجاها ضمن إطار، مافتىء يتجدد ويتأقلم مع تطور الاقتصاد والمجتمع في البلدين. وقال جلالة الملك في كلمة بمناسبة حفل العشاء الرسمي الذي أقامه جلالته بالقصر الملكي بفاس على شرف الرئيس الفرنسي جاك شيراك والسيدة حرمه « في هذا السياق أبرم بلدانا اتفاقية جديدة للتعاون بينهما، توطد أركان شراكة استراتيجية مفتوحة على المستقبل، قائمة على التضامن والاحترام المتبادل. من شأنها أن تفتح آفاقا واعدة من خلال توسيع دور المجتمع المدني، والجماعات المحلية والقطاع الخاص «. وأضاف جلالة الملك « إن الروابط القوية التي نسجها التاريخ بين شعبينا، وما نكن لكم ، فخامة الرئيس ، من صداقة وتقدير ، وما تبدون أنتم شخصيا وحكومتكم من مساندة لنا كلها عوامل كفيلة بإنجاح شراكتنا الاستراتيجية «. وقال صاحب الجلالة إنه « من المعول على بلدينا أن يشجعا جالياتنا المهاجرة، على المساهمة في تقوية الروابط الاقتصادية، وتمتين الأواصر الثقافية والانسانية التي تجمع بين شعبينا الصديقين، في نطاق احترام قوانين كل منهما وقيمه». وثمن جلالة الملك ما قامت به فرنسا لجعل الاتحاد الاوروبي يعلن عن استعداده للتباحث مع المغرب في إمكانية تحديد علاقة جديدة تقع بين الشراكة والانضمام الكامل. وشدد جلالته على أنه « فيما يخص المغرب ، فإنه عازم على المضي قدما بمشروعه الاصلاحي لتطوير بنياته الاقتصادية والاجتماعية وتحديثها، مع منح الأولوية للاستثمارات الاجتماعية وسياسات القرب . وهو ما يعني أننا اخترنا لأنفسنا بناء مجتمع ديمقراطي منفتح، متضامن، متشبث بقيمه العريقة. جاعلين من تطوير المدرسة وتحرير المرأة ومناهضة الاقصاء، اللبنات الأساسية في بناء مستقبل أفضل لشعبينا». وتطرق جلالة الملك من جهة أخرى إلى مسلسل برشلونة فأكد جلالته أن استئنافه أصبح « ضرورة ملحة، ويتوقف على تعزيز التعاون حول مشاريع ثنائية وإقليمية وقطاعية. وهو ما هدف إليه إعلان أكادير الذي يندرج في هذا السياق، ليشكل تقدما ملموسا على درب الشراكة الأورو متوسطية «. وفي معرض ترحيبه بالرئيس الفرنسي والسيدة حرمه قال جلالة الملك « إن مدينة فاس ، التي تتشرف باستقبالكم، هي في صميم تاريخنا، باعتبارها أول عاصمة للبلاد، والمكان الذي شهد تأسيس الدولة المغربية(...) وفي أحضانها نشأت أول جامعة في العالم الاسلامي (...) وبهذه الحاضرة كذلك تألق علماء أجلاء (...) وأنتم تعلمون، سيادة الرئيس ، كم كانت قوية جاذبية فاس، بالنسبة لمفكرين فرنسيين مرموقين مثل لوي ماسينيون وجاك بيرك، اللذين عرفا العالم الغربي، بجوانب كان يجهلها عن الحضارة المغربية «. وأضاف جلالته في هذا السياق « وفي هذه المدينة العريقة، تحدثنا كل الأزقة والفضاءات عن تعايش الأجناس والمعتقدات بتسامح صادق. وهذا الرصيد الخلقي والروحي الذي نتقاسمه مع فرنسا يستوجب منا مقاومة الارهاب الدولي، ونبذ التطرف بكل أشكاله ومظاهره. وقد شكل هذا الموقف معطى ثابتا في سياستنا الخارجية التي آثرت دوما طرق التشاور والحوار».