ظهرت خلافات بين انقرةوواشنطن بشأن مواقع انتشار القوات التركية في العراق وفقاً لتقارير تركية فيما اعتبر بول بريمر الحاكم الاميركي في العراق ان نشر تلك القوات قرار يعود لسلطات الاحتلال وليس إلى العراقيين بموجب القانون الدولي. ونقلت صحيفة «حريت» التركية عن مصادر حكومية قولها ان واشنطن عارضت طلبا تركيا بتمركز القوات بين بغداد والجيب الذي يسيطر عليه الاكراد في شمال العراق خشية ان يثير ذلك غضب الاكراد العراقيين. وقالت ان المسئولين العسكريين الاميركيين طلبوا من الجيش التركي في اجتماع مغلق يوم الاربعاء نشر قواته غربي بغداد باتجاه الحدود مع سوريا والاردن وبعيدا عن الجيب الكردي. وقال مسئول اميركي كبير ان القوات التركية لن تنشر في الجزء الشمالي من العراق . وقال بيتر رودمان مساعد وزير الدفاع الاميركي لشئون الامن الدولي أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ إن المشكلة «يمكن احتواؤها». وأضاف «لن تنشر قوة تركية في شمال العراق.. نحن أذكياء بما يكفي لادراك ذلك». وقال «الاكراد في العراق أصدقاؤنا.. وعملنا معهم سنوات كثيرة. الاتراك حلفاء لنا بطبيعة الحال ولذلك نعتقد أن بإمكاننا السيطرة على الأمر». ويشك الاكراد في مجلس الحكم الذي عينه الاميركيون في ان انقرة ربما تعمل على عرقلة حصول الجيب على مزيد من الحكم الذاتي خاصة اذا ما انتشر الجنود الاتراك بالقرب من المنطقة. ويعارض المجلس وجود قوات اجنبية على اراضي العراق من الدول المجاورة. ويقول اعضاء المجلس انه يخطط لاصدار اعلان رسمي يوضح موقفه في هذا الشان الا انه تكرر ارجاء هذه الخطوة والغي مؤتمر صحفي كان مقررا عقده امس. وتقول تركيا ان المخاوف الكردية لا اساس لها وتؤكد انها ترسل قوات حفظ سلام للمساعدة في استقرار الاوضاع في العراق وفي جهود الاعمار. الا ان انقرة تخشى من ان اي تحركات للاكراد من اجل الاستقلال قد تثير الاضطرابات في جنوب شرق تركيا حيث تخوض قواتها حربا منذ عقود ضد ميليشيا حزب العمال الكردستاني اسفرت عن مقتل اكثر من 30 الفا. ومن جانبه قال بول بريمر ان البت في قرار نشر القوات التركية قرار يعود إلى الادارة التي يتولاها مشيراً إلى انه بموجب القانون الدولي فإن القرار الاخير بشأن نشر هذه القوات هو في ايدي التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة. ونقل راديو لندن امس عن بريمر قوله ان مشاورات تجرى حالياً بشأن هذه المسألة مع مجلس الحكم العراقي. وذكر الراديو ان بريمر ادلى بهذه التصريحات عقب اجتماع عقده مع اعضاء مجلس الحكم العراقي الذين اعربوا عن قلقهم من خطط ارسال نحو عشرة آلاف جندي تركي إلى العراق. مشيراً إلى ان الآراء تباينت داخل المجلس حول السماح بدخول هذه القوات وانه عقدت جلسة مشاورات اخرى مع بريمر امس. واكد ان قضية ارسال قوات تركية للمساهمة في قوات حفظ السلام بالعراق تفاعلت في الاوساط السياسية العراقية ومجلس الحكم الانتقالي. وكانت واشنطن دعت الاربعاء مجلس الحكم الانتقالي إلى قبول نشر القوات التركية وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم الخارجية الاميركية أعلن ان ارسال قوات تركية «فكرة جيدة ونأمل ان يراها العراقيون هكذا ايضاً». ومن جانبه اعرب هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي عن تحفظه عن نشر القوات التركية لكنه قال في مقابلة مع صحيفة «الحياة» اللندنية انه لا يستبعد ان يتم ذلك في نهاية المطاف. الوكالات