تكشفت معلومات عن صور التعذيب والمعاملة السيئة التي يلقاها الأسرى العراقيون على يد قوات الاحتلال الأمريكية، وذكرت مصادر صحفية أمس أنه يتم استجواب بعض الأسرى في كهف يطل على نهر دجلة، حيث يجلس الأسير على كرسي معدني ويواجه الحائط، وتنهال عليه الأسئلة التي تستغرق ساعات وربما أيامًا، فيما يسميه المحققون (رحلة بالقطار)، حيث تنطلق الأسئلة بسرعة وقوة في محاولة للحصول على معلومات. وتقول ذات التقارير الصحفية التي تحدثت عنها قناة ألبي بي سي أمس أن المسجونين يتم وضعهم بعد استجوابهم في مبنى من غرفتين وأسلاك شائكة يسميه الجنود الأمريكيون (القفص). ويتكدس المبنى بنحو50 رجلاً يجلسون أو ينامون على الأرض على ورق مقوَّى، تُصرف لهم ثلاث وجبات يوميًّا، ويقودهم الجنود واحدًا تِلو الآخر إلى الطابق السفلي للاستجواب، ثم يلقون من ألوان التعذيب والإهانة ما لا يمكن وصفه. على الصعيد الميداني، وفي مدينة البصرة، وبينما تستمر معاناة جنود الاحتلال مع عمليات المقاومة، أطلقت القوات البريطانية أمس الأحد النار لتفريق مئات الجنود العراقيين السابقين الذين كانوا يتظاهرون للمطالبة برواتبهم مما أسفر عن إصابة خمسة أشخاص. وكان المتظاهرون يلقون الحجارة ويشعلون الحرائق في الإطارات. واحتشد المحتجون في وقت مبكر أمس بعدما قتل جندي بريطاني عراقيا في البصرة أول أمس خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال. وكانت الإدارة الأمريكية قد زعمت أن أنصار الرئيس العراقي المخلوع يغذون القلاقل بنشر شائعات عن عدم وجود ما يكفي من المال لدفع تعويضات للجميع. ووزعت القوات البريطانية صباح أمس منشورات تعلن فيها تأجيل توزيع رواتب الجنود وعناصر الشرطة العراقيين السابقين موضحة أن الوثائق الضرورية للدفع أحرقت خلال المظاهرات التي وقعت قبل يومين. وقد خرج العراقيون في مدن العراق المختلفة في تظاهرات مماثلة للمطالبة برواتبهم. على صعيد متصل، نشرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية أمس مقتطفات من كتاب لوزير الخارجية البريطاني السابق روبن كوك أكد فيها أن رئيس الوزراء توني بلير اعترف في مجالسه الخاصة قبل الحرب على العراق بأن بغداد لم تكن تملك أي أسلحة كيميائية يمكن أن تنشر سريعا. ورأت الصحيفة الأسبوعية البريطانية أن ما كشفه كوك ينزع كل مصداقية عما كانت تروج له الحكومة البريطانية لتبرير الحرب على العراق بتأكيدها أن هذا البلد يشكل تهديدا حقيقيا ووشيكا. وقال كوك في المقتطفات التي نشرتها الصحيفة أمس إنه عندما تحدث مع بلير قبل أسبوعين من اندلاع الحرب تولد لديه انطباع بأن رئيس الوزراء مصمم على دخول الحرب دون الالتفات إلى التقدم الذي يحرزه مفتشو الأسلحة التابعون للأمم المتحدة على الأرض. وأضاف الوزير البريطاني السابق في الكتاب الذي يستند إلى يوميات كان يكتبها أثناء فترة التوتر التي سبقت الحرب أن عددا كبيرا من الوزراء انتقدوا في اجتماعات عقدت على أعلى المستويات مشاركة بريطانيا في عمل عسكري تقوده الولاياتالمتحدة. وكان الأمر كما يؤكد كوك يشبه العصيان ضد رئيس الوزراء لأول مرة منذ وصوله إلى السلطة عام .1997 وتتعرض حكومة بلير منذ بضعة أشهر لأزمة كبيرة بسبب ما أعلنته من أن العراق كان قادرا على نشر أسلحة كيميائية أو جرثومية خلال 45 دقيقة. غير أن مكتب رئيس الوزراء البريطاني استخف بما قاله روبن كوك، وأكد أن تلك خرجة إعلامية يريد صاحبها تحقيق أهداف خاصة من ورائها ليس إلا. أ.ح