عرفت الأيام الماضية فتح جبهة حرب إعلامية دارت رحاها على صفحات جريدتي الاتحاد الاشتراكي والأحداث المغربية، وكانت شرارتها نتائج حزب الاتحاد الاشتراكي في الانتخابات الجماعية الأخيرة، لا سيما خسارته لرهان عمد المدن الست وعلى الخصوص بمدينة الدارالبيضاء، وابتدأ التلاسن بمقالات نارية من رئيس تحرير الأحداث المغربية عبد الكريم الأمراني اتهم فيها خالد عليوة عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي بأنه لا علاقة له بالحزب ومبادئه، وأنه وصولي يستغل موقعه داخل الحزب لإرضاء مطامعه الشخصية ويستخدم ضمن ذلك إعلام الحزب متمثلا في جريدة الاتحاد الاشتراكي، بل وامتد الانتقاد إلى شخص الكاتب الأول للحزب المذكور عبد الرحمان اليوسفي بأنه فرض إرادته داخل الحزب في ما يخص المفاوضات والعرض الذي قدمه محمد ساجد على قيادة الحزب بخصوص عمادة المدينة والمناصب الأخرى؛ إذ اقترح أن يكون نائبه في مجلس المدينة من الاتحاد الاشتراكي، واقترح ساجد أيضا التنازل لهم عن رئاسة بعض المقاطعات في الدارالبيضاء، ورغم قبول أغلبية المكتب السياسي بهذا العرض إلا أن عبد الرحمان اليوسفي عقد اجتماعا مع مستشاري حزبه الفائزين في مجلس مدينة الدارالبيضاء مخبرا إياهم أن المكتب السياسي لم يوافق أبدا على هذا العرض. وفي المقابل يتهم التيار الآخر، أي تيار عبد الرحمان اليوسفي وخالد عليوة جريدة الأحداث المغربية بأنها تتدخل في شؤون الحزب ساعية إلى خلق شقاق داخلي يؤدي إلى انشقاقه، وقد نشر أصحاب هذا التيار مقالات متتالية عقب بدء هجوم الأحداث المغربية لا تقل شدة في التنابز بالألقاب والتشاتم والخوض في الحياة الشخصية لأشخاص منخرطين في هذا الصراع الجديد/القديم الذي يعبر في العمق عن تصارع قوى داخل الحزب لكسب مراكز النفوذ والقيادة داخله، ويبدو أن تراكم الحزازات القائمة بين أفراد شخصيات قيادية اتحادية يؤشر على احتمال تصاعد الحرب الكلامية بين الاتحاد الاشتراكي والأحداث المغربية وما يمثلانه من جناحين متمايزين داخل حزب الاتحاد الاشتراكي، خاصة وأن خالد عليوة حسبما ذكرته أسبوعية الصحيفة عن مصادر إعلامية أعد خطة إعلامية لمواجهة ما يسمى تيار الأحداث المغربية والجريدة نفسها.